ما هو اضطراب الوهم؟
الاضطراب الوهمي هو نوعٌ من الاضطراب الذهاني، العَرَضُ الرئيسي له هو وجودُ واحدٍ أو أكثر من الأوهام، والوهم هو إيمانٌ لا يتزعزعُ بشيء غير صحيح، وما أعتقده ليس جزءًا من ثقافة الشخص أو ثقافته الفرعية فهو أمرٌ غريب طارئ عليه، ويعرف الجميع تقريبًا أن هذا الاعتقاد خاطئ.
ويعاني الأشخاص المصابون غالبًا بالاضطراب الوهمي من أوهام غير غريبة، تتضمن الأوهام غير الغريبة مواقف يمكن أنْ تحدث في الحياة الواقعية مثل المتابعة أو الخداع أو الحب من مسافة بعيدة، تنطوي هذه الأوهام عادةً على سوء تفسير التصورات أو التجارب، وفي الواقع إنَّ هذه المواقف إمَّا أنها غير صحيحة أو أنها مبالغ فيها للغاية.
وتختلف الأوهام غير الغريبة عن الأوهام الغريبة، والتي تتضمن معتقدات مستحيلة في واقعنا، والأوهام هي معتقدات ثابتة لا تتغير حتى عندما يُعرض على الشخص أدلة متضاربة بشأنها، وتعتبر الأوهام “غريبة” إذا كان من الواضح أنها غير قابلة للتصديق ولا يستطيع الأقران في نفس الثقافة فهمها، وهذا مثالٌ على الوهم الغريب هو عندما يعتقد الفرد أن أعضاءَهُ قد تم استبدالها بأعضاء شخص آخر دون ترك أي جروح أو ندوب، ومثال على الوهم غير الغريب هو الاعتقاد بأنَّ المرء يخضع لمراقبة الشرطة على الرغم من نقص الأدلة.
يستمر الأشخاص المصابون باضطراب الوهم غالبًا في التواصل الاجتماعي والعمل بشكل جيد، وبصرف النظر عن موضوع ضلالهم، وبشكل عام لا يتصرفون بطريقة غريبة أو غير عادية، وهذا على عكس الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات ذهانية أخرى، والذين قد يعانون أيضًا من الأوهام كأعراض، و قد يصبح الأشخاص المصابون باضطراب الوهم بعض الأحيان منشغلين جدًا بأوهامهم بحيث تتعطل حياتهم.
يشير الاضطراب الوهمي إلى حالة يظهر فيها الفرد واحدًا أو أكثر من الأوهام لمدة شهر واحد أو أكثر، والاضطراب الوهمي يختلف عن الفصام ولا يمكن تشخيصه إذا استوفى الشخص معايير الفصام، وإذا كان الشخص مصابًا باضطراب الوهم فإن الأداء بشكل عام لا يضعف، والسلوك ليس غريبًا بشكل واضح ، باستثناء الوهم، وقد تبدو الأوهام قابلة للتصديق في ظاهرها، وقد يبدو المرضى طبيعيين طالما أنَّ الشخص الخارجي لا يمس مواضيعهم الوهمية، وهذه الأوهام ليست بسبب حالة طبية أو تعاطي المخدرات، فثمة عدة أنواع مختلفة من اضطرابات التوهم، وكلُّ نوعٍ يتناول موضوعًا معينًا داخل أوهام الشخص.
ما هي أنواع الاضطراب الوهمي ؟
هناك أنواعٌ مختلفة من الاضطراب الوهمي، والتي يتم تحديدها بناءً على الموضوع الرئيسي للأوهام التي يمر بها الشخص، وتشمل أنواع الاضطراب الوهمي ما يلي:
- الهوس الجنسي: يعتقد الأشخاص المصابون بهذا النوع من الاضطراب الوهمي أن شخصًا آخر مهمًا أو مشهورًا يقع في حبهم، وقد يحاولون الاتصال بشخص الوهم والانخراط في سلوك المطاردة.
- العظمة: الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الاضطراب الوهمي لديهم شعور مبالغ فيه بقيمة الذات أو القوة أو المعرفة أو الهوية، وقد يعتقدون أن لديهم موهبة كبيرة أو قاموا باكتشاف مهم.
- الغيرة: يعتقد الأشخاص المصابون بهذا النوع من الاضطراب الوهمي أنَّ زوجاتهم أو شريكهم الجنسي غير مخلص دون أي دليل ملموس.
- الاضطهاد: يعتقد الأشخاص المصابون بهذا النوع من الاضطراب الوهمي أنَّ شخصًا ما أو شيئًا ما يسيء معاملتهم أو يتجسس عليهم أو يحاول إيذائهم أو شخص قريب منهم.
- الوهم الجسدي: يعتقد الأشخاص المصابون بهذا النوع من اضطراب الوهم أن لديهم مشكلة جسدية أو مشكلة طبية مثل الطفيليات أو الرائحة الكريهة.
- مختلط: يعاني الأشخاص المصابون بهذا النوع من الاضطراب الوهمي من نوعين أو أكثر من أنواع الأوهام المذكورة أعلاه.
أعراض اضطراب الوهم
السمة الأساسية للاضطراب الوهمي هي وجود واحد أو أكثر من الأوهام التي تستمر لمدة شهر واحد على الأقل، ويمكن اعتبار هذه الأوهام غريبة إذا كان من الواضح أنها غير ممكنة ولا يستطيع الأقران في نفس الثقافة فهمها ، وتعكس الأوهام غير الغريبة بدلاً من ذلك مواقف تحدث في الحياة الواقعية ولكنها لا تحدث في الواقع في حياة الشخص المصاب بالوهم.
يعمل الأشخاص المصابون باضطراب الوهم عادةً بشكل جيد بعيدًا عن توهمهم و أوهامهم، ولا يظهرون سلوكًا غريبًا بشكل واضح، وإذا كان الفرد سيتم تشخيصه باضطراب الوهم فيجب أنْ يكون أي هوس أو نوبة اكتئاب كبرى قد عانى منها قصيرة في المدة بالنسبة للفترات الوهمية، بالإضافة إلى ذلك يجب ألا تُعزى الأوهام إلى تأثيرات مادة أو حالة طبية أخرى.
وقد يكون الغضب والسلوك العنيف موجودًا إذا كان الشخص يعاني من أوهام الاضطهاد أو الغيرة أو الهوس الجنسي، وبشكل عام فإنَّ الأشخاص المصابين باضطراب الوهم غير قادرين على قبول أن أوهامهم غير منطقية أو غير دقيقة، حتى لو كانوا قادرين على إدراك أن الآخرين قد يصفون أوهامهم بهذه الطريقة.