علاج الصمت الانتقائي
يؤكد نهج علاج الصمت الاختياري على التقنيات السلوكية التي سيتم استخدامها جنبًا إلى جنب مع التدخل القائم على التعرض، ومن الأعراض الأساسية وجود قدرة التحدث العادية، ويميل نقص الكلام إلى أن يتأثر بالعديد من المتغيرات بما في ذلك الأفراد الحاضرين، يجب أن يكون الكلام العادي موجودًا في حال وجود شخص واحد على الأقل، وتكون البيئة المنزلية دائمًا هي المكان المناسب للكلام.
التشخيص
يجب توفر ما يلي لتشخيص الحالة:
١- الفشل المستمر في التحدث في مواقف اجتماعية محددة، على رغم توقع التحدث في أماكن أخرى كالمدرسة مثلًا.
٢- التعارض مع التحصيل العلمي أو المهني أو التواصل الاجتماعي.
٣- مدة الاضطراب في شهر واحد على الأقل لا يقتصر على الشهر الأول من المدرسة.
٤- الفشل في الكلام ليس ناشئًا لنقص في المعرفة أو اللغة في وضع اجتماعي معين.
٥- لا يتم حساب الاضطراب بشكل أفضل من خلال اضطراب الاتصال كالتعلثم، ولا يحدث حصريًا أثناء اضطراب النمو أو الفصام أو اضطراب ذهاني آخر.
العلاج السلوكي المتكامل
يخدم هذا النهج العديد من التدخلات السلوكية القياسية التي تحصل على زيادات تدريجية في سلوكيات التحدث المناسبة عبر المجموعات، التي يواجه فيها الطفل في البداية صعوباتٍ في التحدث عندما يبقى الطفل في المواقف المثيرة للقلق.
أولئك الذين يحتاجون إلى الكلام ويتحدثون بنجاح بدلًا من تجنب الكلام يحدث لهم التعود على القلق المرتبط بالتحدث، ويمكن تعزيز التحدث بشكل إيجابي، وتشير الطبيعة المتكاملة للعلاج إلى هدف إدخال الوالدين والمعلم بتدرج من قبل الطبيب، بالإضافة إلى الآخرين المتأثرين بنقص الكلام.
العلاج بالتعرض
تعتمد تمارين التعرض على التقنيات السلوكية التقليدية مثل تلاشي التحفيز والتشكيل وإزالة التحسس المنتظم، والتي تسمح أيضًا بالتعرض التدريجي لحالة التحدث، وعادة ما يتمُّ دمج هذه التقنيات واستخدامها بمرونة مع نظام المكافأة السلوكية، التي تسمح للأطفال بكسب الألعاب والنزهات الاجتماعية وامتيازات المشاركة في العلاج بمجرد إبلاغ الطفل أنه سيكسب مرة أخرى المكافأة لسلوك معين، ومن الأهمية بمكان أن تكون هناك متابعة لا لبس فيها، ويجب أن يحصل الطفل على ما تمّ وعده بشرط فعل ما تم تعيينه له.
وهناك العديد من تمارين التعرض القابلة للتطبيق تتبع مبدأ تكرار استخدام التعرض السلوكي الناجح وتقنيات تدخلات محددة في إعدادات مختلفة، أوعلى مستويات مختلفة من التسلسل الهرمي للطفل، مثال ذلك إذا تحدث الطفلُ لأول مرة إلى المعالج عند السماح للمعالج بالدخول ببطء والانضمام إلى اللعبة بينما كان الطفل يلعب مع أحد الوالدين إذا يكون ذلك ممكنًا.
ويجب استخدام حالات التعرض التي تحتوي على مكافآت متأصلة كطلب آيس كريم مثلًا، وبالنسبة لمهام التعرض في المنزل من المهم مواكبة الأحداث في حياة الطفل لاستخدام هذه الأحداث الواقعية في العلاج، مثل: “لعبة التخمين من مع ابن عم الطفل“، عندما يكون ابن عم الطفل في المدينة يزوره بإذن من أحد الوالدين، سوف يدركون على الأرجح أن الطفل يخضع للعلاج، ويمكن أن يكون من المفيد جدًا استخدام الآخرين في جناح مكتبي أو مبنى مكاتب.
دور الآباء
تقع معظم مسؤولية تخطيط الجلسة أو تنفيذ مهام التعرض على عاتق الوالد على وجه التحديد، حيث سيكون الآباء مسؤولين عن الأنشطة المتعلقة بالعلاج مثل تنظيم تواريخ اللعب، وجدولة التعرض مع المعلمين وفرص دعم الطفل للطلب في مطعم وما إلى ذلك.
ويقدم الآباء مداخلات لا تقدر بثمن فيما يتعلق بسلوك أطفالهم في مجموعة متنوعة من المواقف، وفي بداية العلاج سيتلقى الآباء تعليمًا نفسيًا فيما يتعلق بالطفرة الانتقائية بالإضافة إلى المعلومات حول التقنيات السلوكية وبروتوكول العلاج.
دور المعلم
على المعلم أن يتدرب في مهام قصيرة على بشكل أسبوعي عادةً ما تتطلب هذه 10-20 دقيقة في الأسبوع، ويتم توصيلها إلى المعلم عبر نماذج المهمة أو دفتر الملاحظات، ويقوم الوالد بإخراجها، سيحتاج المعلم عادة إلى حث الطفل أو تذكيره مسبقًا، في البداية يجب على المعالج التخطيط لمحادثة للقيام بمهام بسيطة، ويمكن جدولة مهام أخرى من خلال محادثة هاتفية أولية على الأقل مع المعلم لتقديمها للطفل.
دور المعالج
على الرغم من أن المداخلات من جميع المعنيين يتم تشجيعها دائمًا إلا أنه خلال المرحلة الأولى من العلاج يتحمل المعالج المسؤولية الأساسية لتوجيه معظم جوانب العلاج، وخاصة مهام التعرض، وأحد المبادئ التوجيهية للعلاج هو وجوب نقل هذه المسؤولية أو السيطرة والتحكم تدريجيًا إلى الآباء والمعلمين وإلى أقصى حد ممكن.
وعليه محاولة نقل التحكم إلى الآباء والمعلمين وهو عنصر حيوي طوال فترة العلاج إلا أنها تصبح أكثر أهمية مع اقتراب العلاج الرسمي من نهايته، إن زيادة مسؤولية الآباء والمعلمين عن التدخل ستسهل اتقانهم لمبادئ العلاج وقدرتهم على استمرارها.
الأطفال الذين يعانون تحسنًا كبيرًا بحلول الجلسة 20 من المحتمل أنْ يظل البعض منهم مترددين في التحدث في حالات معينة، وسيستفيدون من تمارين التعرض السلوكي الإضافية التي تم التخطيط لها وتسهيلها من قبل المعلمين خلال الدورتين أو الثالثة الأخيرة، ويجب أن يخضع دور كل من الوالدين والمعالج للتحول، بمعنى بدلًا من قيادة المعالج للعملية وحده فسوف يأخذ الآباء وبإشراف المعالج زمام المبادرة في علاج الطفل، وسوف يتحملون المسؤولية الأساسية عن وضع مهام التحدث وتعيينها، ومراجعة المهام إذا لزم الأمر وهي: تحديد الأهداف وإدارة نظام المكافآت السلوكية وما شابه ذلك.
وسيقدم المعالج ملاحظات بشأن تنفيذ هذه المهام وسيحاول تشكيل مهارات الوالدين، من خلال التجارب السابقة نعتقد أن الآباء قادرون تمامًا على تحقيق هذه العلاقات المسؤولة وأن معظمهم يتقدمون بشكل طبيعي نحو دور كبير في العملية بنهاية العلاج.
وسيركز البعض على نقل السيطرة إلى المعلمين أيضًا لأنهم غالبًا ما يكونون أكثر أعضاء الفريق دراية من حيث تطوير التدخلات الصفية المناسبة بطريقة مماثلة لتلك الموضحة أعلاه، سيتم إعطاء المعلمين مسؤولية متزايدة لتطوير التدخلات مع تقدم العلاج في الدورتين أو الثالثة الأخيرة، وسيقدم المعالج التعليقات والتوجيهات حيث يحاول المعلمون تطوير التدخلات المدرسية بمفردهم.