عن الإمام علي (عليه السلام): “إذا هبت أمرًا فقع فيه، فإنَّ شدة توقيه أعظم مما تخاف منه” نهج البلاغة: (الحكمة 175)، وعنه عليه السلام: إذا خفتَ صعوبةَ أمرٍ فاصعب له يذل لك. (غرر الحكم: 4108).
الأقدام واكتساب الشجاعة هي الفضيلة ضد القلق والخوف أو الحذر، الذي يعطّل الحياة، وطريقة العلاج بالإغراق والإفاضة تستهدف صناعة الإقدام، والعلاج عبر مواجهة القلق، وفيها يتم تعريض المريض بسرعة للمثير الذي يرتبط بالصدمة، التي سببتْ له الخوفُ وصنعتْ عنده العقدةُ والرهاب، وفي نفس الوقت يسعى المعالج أو المرشد للحد من هروب المريض من هذا المحفز القوي للهروب أو التجنب، والطريقة قائمة على تقنية إعادة الصدمة ووضع الفرد في مواجهة المواقف المقلقة أو المخيفة بصورة مفاجئة و مباشرة، حتى تنطفئ الاستجابة الانفعالية غير المرغوب فيها، فمثلًا حينما يعاني الشخص من التجمعات ويشعر بالخوف من التواجد بين الناس يتم وضعه بشكل مفاجيء في وسط مجموعة ودون أنْ يأخذ فترة راحة، وبطبيعة الحال سوف يعاني من الإجهاد ويصبح منهكًا، ولكنه سيعتاد وسيجد أنه لا معنى للتجنب، ربّما يعاني هذا الشخص في البداية من هلع وبشكل هيستري، ولكنه في نهاية المطاف سيهدأ إذا عرف أنه آمنٌ.
دور المعالج
١- تشخيص نوع المرض ودراسة الحالة.
٢- قياس مستوى القلق الذي يعاني منه المريض، واستعداد المريض للتحمل.
٣- تعريض المريض لما يثير مخاوفه، ثم وبعد أنْ يقضي وقتًا كافيًا من الانزعاج ويلحظ عليه الهدوء يدربه على تمارين الاستخاء.
٤- يستخدم التدرج في أنواع الغمر من الغمري التخيلي، والغمر التخيلي المصحوب بوسائل مادية، ثم الغمر الواقعي.
دور المريض
التقبّل لمخاوفة، ومواجهتها وجهًا لوجه، والثقة بأن الطريق الأفضل للتغلب على مرضه.
أنواع العلاج بالغمر
الغمر بالواقع: إرغام الفرد القلق على مواجهة خوفه بشكل مباشر، والطفل الذي يخاف من النوم لوحده في غرفة، يرغم على النوم لوحده، والذي يخاف من الظلام يرغم على الجلوس في الظلام مدة طويلة، أو يخاف الصعود على المرتفعات يصعد بها إلى مرتفع، أو الذي يخاف سياقة السيارة بعد صدمة مرت به يرغم على قيادة السيارة والرجوع لوحده بها .
الغمر بالخيال: يطلب المعالج المختص من المريض أنْ يتخيل الموقف الذي يخاف منه مثل الأشخاص الذين يخافون من الطيور أو العناكب والحشرات يطلب منهم تخيل مواقف مصطنعة يواجه فيه الطيور أو العناكب والحشرات.
الغمر التخيلي مع استخدام وسائل محسوسة: فهو غمر تخيلي مصحوب بصور أو أفلام أو الانغماس في برامج العالم الافتراضي، فمثلًا بدل من جعل الطفل الذي يخاف من الطيور بين الطيور مباشرة تعريضه لطائر محنط، وبدء الصعود مع الطفل الذي يخاف الأماكن المرتفعة بإعطائه نظارة افتراضية تريه أنَّه في مكان مرتفع.
مخاطر طريقة العلاج بالغمر
ربما
١- تسبب طريقة الغمر ضررًا للمريض إذا كان يعاني من مرض في القلب أو الجهاز التنفسي .
٢- تزيد من القلق والخوف بدلا أنْ تطفيء القلق والخوف.
٣- يؤدي لاضطراب النوم ويؤثر على التركيز .
لذلك فإنَّ الكثير من المعالجين يفضّلون اللجوء إلى طريقة التدرج في العلاج بالتعرض ومنع الإستجابة أكثر منه إلى طريقة الغمر.