عواقب الإيذاء العاطفي
إنَّ أغلب النَّاس الذين تربطهم علاقة مضطربة عاطفيًا مع أقرانهم في المدرسة أو مع أصدقائهم أو زملائهم في العمل يشعرون بأنَّهم عالقون في عنق زجاجة لايستطيعون الخروج من المأزق، وينتابهم شعورٌ بالذنب ويحمّلون أنفسَهُمْ الأسباب، فهم يريدون المساعدة في فهم الديناميكيات الجارية في المواقف الحرجة والمسيئة عاطفيًا، ولكنَّهم لا يعرفون أدوات الحل أو الطريق إلى ذلك، وإلى مَنْ يتوجهون للحصول على الدّعم والمساعدة، ولكنَّهم كثيراً ما يشعرون بخيبة أمل، حيثُ أنّ أغلبَ ضحايا الإيذاء العاطفي لا يدركون أنَّهم يتعرضون للإساءة والإيذاء، ويعتبرون أنَّ هذه الأمور تحدثُ للجميع، وأنّ الكثير من المواقف التي يتعرضون لها لا يفهمون أنَّهَا نوعٌ من أنواع الإيذاء العاطفي، والعديد من الضحايا يحمّلون أنفسهم المسؤولية عن المشاكل التي تعترض علاقاتهم مع الآخرين، لأنَّ الإيذاء العاطفي يمكن أنْ يكون خفيًا جدًا، لدرجة أنّه من الصعب على المعالجين التعرف عليه أثناء جلسات الاستشارة، وخصوصًا حين يَجِدُ الضحية صعوبة في وصف الإيذاء ومدى تأثيره عليه نفسيًا وجسديًا، وبالتالي فمن اليسير معرفة أنّ الإيذاء لايمكن أنْ يكون واضحًا لضحاياه، بل في كثير من الأحيان يعتقد الضحية أنَّ المُبتز لايستحق الملامة أو توجيه أصابع الاتهام له مباشرة وهذا الأمر له وجهان:
فالوجه الأول أنَّ المسيء عاطفيًا له القدرة على لعب دور البريئ، وهو بشكل من الأشكال ضحية لأناس مسيئين عاطفيًا وبإمكانه أنْ يختلق القصص الكثيرة لبيان ذلك.
أمّا الوجه الآخر فهي صعوبة تقبُّل الأمر من قبل الضحية على أنّ أقرب المقربين له يقوم بابتزازه عاطفيًا والإساءة إليه.