التعامل مع الخسارة
قبل الخسارة يأتي شعور الخوف من الخسارة نفسها، والدفاع عن ذلك يتم بطريقتين.
١– زيادة التعلق، فيحصل توهم: كلَّما اشتد التعلق قلَّ احتمال الخسارة.
٢– الإنكار، تخبئة الرأس في الرَّمل، فالشخص الذي يشعر بأنَّهُ سوف يفقد وظيفته يميل لعدم الملاحظة، والأغلب يتجاهل احتمالية حدوث مشكلة مع ظهور بعض علاماتها.
ويمكن التعامل مع هذه الحالة بالسماح برحيل مشاعر العنصر الفردي، مثالٌ على ذلك: عندما يتعلق الشخص ببالعمل في مؤسسةٍ ما، وقد بدأ زمان التقاعد وانتهاء فترة العمل، فيشعر الشخص بعدم الارتياح من فكرة احتمال انتهاء العمل، وعليه أن يسأل نفسه: ما الهدف الذي يحققه العمل في حياته؟ الحب والرفقة واللهو، فهل خسارته تعني أنَّ هذه الحاجات غير مشبعة؟ فلابد للاعتراف ببعض الخوف وسيتم التخلي عنه، وعند رحيل الخوف فلن يضطر للإنكار.
ومثال آخر: عندما يتعلق الشخص بشخص ما وقد بدأ هذا الإنسان بالتقدم بالسن، فيشعر الشخص بعدم الارتياح من فكرة احتمال رحيله وفقدانه، وعليه أنْ يسأل نفسه: ما الهدف الذي يحققه هذا الإنسان في حياته؟ الحب والرفقة والسفر والعمل معه وقضاء أوقات كثيرة معه، فهل خسارته تعني أنَّ هذه الحاجات غير مشبعة؟ فلابد للاعتراف ببعض الخوف وسيتم التخلي عنه، وعند رحيل الخوف فلن يضطر للإنكار.
ويرتبط شعور الأسى بالشعور بالذنب، قائلًا لو اتخذ قرارًا مختلفًا لما وقعت الخسارة، فيكون ذلك وقود الغضب الذي قد يقع على الآخرين، وهذا يحدث بين الزوجين عندما يموت طفلهما، فيقع الطلاق.
من التعاليم التي تطبق بصورة واسعة برنامج الـ ١٢ خطوة لعلاج الإدمان، وإليك هذه الحالة فلقد جاءت إلى العيادة سيدة كانت تعاني من عدة أمراض: ربو – حساسية – التهاب الشعب الهوائية – التهاب رئوي، وتبين خلال العلاج النفسي أنَّ والدتها توفيت منذ ٢٢ سنة، ولم تتخذ أي رد فعل إزاء وفاة والدتها ولم تزر قبرها، ولأنها معتمدة كليًا على أمها فغضبت عندما تركتها، واحتاجت عدة أشهر لحل مشكلة إنكارها الشديد المرتبط بشعورها بالذنب، فتمّ توجيه الغضب للداخل مما ولّد تلك الأمراض، وبعد تعافيها أصبحت معالِجة.
منع الأسى
بسهولة يتم منع الأسى من خلال التبكير بالإقرار والتسليم الوقائي للمشاعر، وأساس المشكلة التعلق وانكار طبيعة زوال العلاقات، كلَّما كان التعلق بالأشياء أكبر كلما ارتفع مستوى خوفنا، فلابد من السؤال لماذا ما بداخلي فارغ كي أحتاج للآخرين؟
البداية مع الاعتراف بالمشاعر السلبية ثم نسمحُ لها بالرحيل، ثمَّ ندركُ عظمتنا ويأتي فرحُنا الداخلي بالحب والعطاء، والنتيجة نصبح في أمنٍ من ضرر الخسارة، فإنّ حبَّ الدّنيا رأسُ كلِّ خطيئة، فالتعلّق بها أو بغيرها ينتج الألم والمعاناة، والأفضل أنْ نعالج الألم الحاضر وأصله ونتقي حدوثه في المستقبل من خلال ترك التعلّق لتحلّ الثقة محل الخوف.
الخوف
الجميع يشعر بالخوف دون معرفة السبب، أمَّا الهلع فهو خوف مزمن، وجنون الارتياب هو أقصى درجات الخوف، ويوجد الخوف من الألم، والخوف من المعيشة، ومن الفشل ومن التغيير وغيره، فالتخلي عن الخوف ينقلنا إلى مستوى الشجاعة.
القلق
أحد أنواع القلق هو الخوف من الخوف، ولذلك فإنّ التخلّي والتخلص منه يعدُّ تجربة فريدة، و يمكن تحمله بدرجة أكبر من الكآبة، ويعتبر الخوف معززًا ذاتيًا من خلال قانون الوعي القائل: ما نحمله في أذهاننا يميل إلى الظهور، بمعنى أن أي طاقة نشحنها ستظهر على سلوكنا، وكل خوف في حياتنا سوف يظهر ما يُخاف منه.
كثيرٌ من الناس يسيطر عليهم الخوف فيمنعهم من الحديث أمام الآخرين ومواجهة الجمهور، ويحثهم على التواري، حتى ينتابهم الخجل والاعتقاد بأنَّهم مملون وفاشلون حتى إذا ما استيقظ الوعي في أنفسهم وبدأوا مغامرتهم الأولى للتحدث شعروا بتقدير الذات وزيادة الثقة مما أسهم في اختفاء شعور الرهبة من مواجهة الجمهور.