سبل السلام

الإمام علي (عليه السَّلام): «اعملوا بالعلم تسعدوا».

(ميزان الحكمة 4/222، الريشهري)
الاكتئاب | الطمأنينةُ و الوقار في سَكينَة

مرض الاكتئاب

مرض الاكتئاب

الاكتئاب اضطراب نفسيّ مزاجيّ، يعاني فيه المريض من اختلال شعوري مستمر بالحزن وفقدان الرغبة في ممارسة المهام اليومية الاعتيادية وانعدام الشغف، فيؤدي إلى الشعور بالذنب المستمر والشعور بعدم الأهمية وانعدام تقدير الذات، مما يؤثر على الأداء الشخصي والتفكير والعاطفة، إنَّ الحزن مرتبطٌ بالاكتئاب ارتباطًا مؤكدًا، ولكن هناك فرق بينهما، فالحزنُ من الحالات التي يمر بها الجميع دون تصنيفهم مرضى بالاكتئاب، وما يلي يوضح الفرق بين الحزن والاكتئاب:

الحزن:

١- شعور مؤقت مع القدرة على العيش والتفاؤل.
٢- ناتج عن خسارة فادحة، سواء معنوية أو مادية.
٣- يكون الإنسان واثقًا من نفسه، قادرًا على النهوض بذاته.

الاكتئاب:

١- حالة مرضية تدوم وتستمر.
٢- عدم القدرة على الأداء اليومي ويتعارض مع العمل.
٣- كره الذات وانتقاصها وفقدن الرغبة والإرادة.
يُصنَّفُ الاكتئاب ضمن أكثر الأمراض النفسية شيوعًا وانتشارًا في المجتمع نتيجة الظروف المجتمعية وازدياد ساعات العمل وضغوطات المعيشة، وقد يكون الاكتئاب مرضًا ثانويًا لمرض أساسيّ كالسرطانات أو أمراض البنكرياس أو الأمراض العصبية والمناعية والمزمنة أو الإدمان، وقد يكون الاكتئاب عرضًا لمرحلة جسمانية طبيعية كاكتئاب سن اليأس وما بعد الولادة؛ نتيجة اختلالات هرمونية وتغيرات جسدية واجتماعية، ونتيجة أعباء جديدة، وأحيانًا يكون الاكتئاب ناتجًا عن أدوية علاجية ذات آثار جانبية شديدة تؤدي إلى قلق عام وانخفاض (السيروتونين)، المادة الكيميائية الهرمونية الناقلة في الجهاز العصبي المركزي وهذا ما يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية، وقد يكون راجعًا إلى أسباب اجتماعية مثل تغير الحالة الاجتماعية كحالات الطلاق أو بداية الزواج، أو حتى بداية التقاعد أو حتى الشعور بالإحباط والفشل وغير ذلك من تغيرات.

الأعراض الأساسية:

١ – المزاج السيء وتقلبات مزاجية عاصفة.
٢- استمرار الشعور بالحزن والرغبة العارمة في البكاء وفقدان الشعور وتبلده.
٣- الشعور المستمر بالإعياء والتعب.
٤- فقدان القدرة على الشعور الإيجابي أو الفرح وعدم القدرة على الإنجاز.

الأعراض الجانبية:

١- اضطرابات النوم (زيادة غير طبيعية في معدل النوم اليومي أو انخفاض شديد مع أرق، عدم القدرة على الاستيقاظ المبكر، اختلال الساعة البيولوجية).
٢- ارتفاع ملحوظ في الوزن.
٣- انعدام الشهية.
٤- انخفاض مستوى التركيز وعدم القدرة على اتخاذ القرار.
٥- ا لعجز واليأس.

الأعراض الجسدية:

١- الإمساك.
٢- فقدان الرغبة الجنسية.
٣- تغيرات في الدورة الشهرية.

التشخيص:

يشخّص الاكتئاب باستمرار الأعراض السابق ذكرها لمدة أسبوعين أو أكثر، ويمكن تصنيف الاكتئاب لثلاثة مستويات:
● الاكتئاب الخفيف: عرضين من الأعراض الرئيسية مع عرضين جانبيين.
● الاكتئاب المتوسط: عرضين رئيسيين مع ٣ أعراض جانبية.
● الاكتئاب الشديد: ٣ أعراض رئيسية مع ٥ أعراض جانبية.

الوقاية:

١- الرياضة والمشي والنشاط البدني.
٢- الاختلاط بالأهل والأصدقاء وتجنب العزلة.
٣- التثقف الصحي، حول الاكتئاب وأعراضه وعلاجه.
٤- محاولة تدوين الشعور والأفكار والتفريغ.
٥- تنظيم الوقت ووضع أهداف قابلة للتحقق.
٦- الحرص على تناول غذاء صحي متوازن، لارتباط الحالة النفسية بالجهاز الهضمي أي بجودة الغذاء.

العلاج:

١- في حالات الاكتئاب الطفيف “العلاج الذاتي”:

كل ما عليك هو الانخراط في المجتمع، وتوثيق العلاقات الاجتماعية، ومحاولة تنظيم الوقت والأولويات، وتنظيم الساعة البيولوجية من خلال الحرص على أوقات النوم والاستيقاظ، وممارسة الرياضة وخوض الأجواء القادرة على التنفيس والترويح، اتباع نظام غذائي صحيّ يُنعش البدن لتجنب الاضطرابات الجسمانية المسببة أو المساعدة في زيادة الاكتئاب، وأخيرًا طلب المساعدة من الشخص المناسب.

٢- العلاج بالمشاورة والمحاورة:

ويبدأ بتوجهك إلى المختصين، وبدء عملية تفريغ الضغوطات والأفكار والمشاعر، ومحاولة فهم الذات باسترجاع المشاعر وسرد الأحداث واستخلاص الأسباب، وهنا تكمن أهمية الاعتراف بوجود مشكلة أو اضطراب نفسي، ثم امتلاك النية الجادّة للعلاج والتخلص من المكبوتات السلبية عند الطبيب النفسي المختص.

٣- العلاج بالعقاقير:

وتستعمل في هذه الحالة مضادات الاكتئاب التي تعمل على تقليل العوارض المرضية والتوازن المزاجي، مع ضرورة التنويه إلى أخذها تحت إشراف الطبيب المختص فقط، لما لها من أعراض جانبية، ولكن تأثير هذه العقاقير مختلف باختلاف التاريخ المرضي وشدة المرض في الشخص.
ويبقى علاج الاكتئاب الكامل بجانب ما ذُكر في تقوية الاتصال بالله سبحانه والرجوع إليه في كل منعطفات الحياة، وبث الشكاية والبوح له سبحانه، ثم تعزيز معرفة سير المعصومين والأولياء، فكلما زاد الفهم والوعي الديني كلما كان الشخص أكثر قدرة على مواجهة العواصف، واجتياز فترات الحزن والإرهاق والإحباط بأقل الخسائر، وكلما كان قادرًا على النهوض وشحذ الهمة لاستكمال المضيّ دون السماح للحالة النفسية العارضة بالسيطرة لمدةٍ تطول.

شارك المقال:
هل وجدت هذا المقال مفيدًا ، يمكنك الاشتراك لتصلك مقالات مشابهة
مواضيع ذات علاقة
السحر وأثره في حياة الإنسان | الطمأنينةُ و الوقار في سَكينَة

السحر وأثره في حياة الإنسان

التخلية والتحلية | الطمأنينةُ و الوقار في سَكينَة

التخلية والتحلية

العلاج العقلاني الانفعالي | الطمأنينةُ و الوقار في سَكينَة

العلاج العقلاني الانفعالي

Olives on a branch with green leaves resembling women.

ثمار الوضع الإيجابي الخلاق على الجميع

الاكتئاب من منظور الدين الإسلامي

الاكتئاب من منظور الدين الإسلامي

الحزن في رضا الله

الحزن في رضا الله

العلاج بالوعي | الطمأنينةُ و الوقار في سَكينَة

العلاج بالوعي

العلاج بالتغذية | الطمأنينةُ و الوقار في سَكينَة

العلاج بالتغذية

القلق والقلق العام | الطمأنينةُ و الوقار في سَكينَة

القلق والقلق العام

هل تكتب مقالات؟

تستطيع الكتابة لمساعدة الآخرين، اكتب لنا و سننشر لك مع الاعتبار لسياسة كتابة المقالات التي نتبعها

Survey
Interested in reading articles
Articles Writer