السلوك العدواني (الجزء الثاني)
التعرف على علامات السلوك العدواني
السلوك العدواني يتخذ أشكالا عديدة، ففي بعض الأحيان يكون الأمر أكثر أيهامًا مما هو واضح ومباشر، لذلك قد لا يدرك بعضُنا أن بعض السلوكيات التي يمارسها البعض دون وعي يمكن اعتبارها عدوانية، وينطوي العدوان على الأذى الجسدي أو اللفظي، ولكنه قد يشمل أيضًا الإكراه أو التلاعب، فالعدوان والسلوك العدواني يشمل الكثير من الممارسات والصور نأتي على أهمها من خلال المصاديق التالية:
- يشمل السلوك العدواني الاعتداء الجسدي كالضرب والركل واللكم والصفع، أو أي أفعال تسبب الأذى الجسدي، ولا يشمل ذلك الأذى العرضي، مثل الدوس على قدم أحدهم في الظلام أو ضرب صديقك من غير قصد في االملعب أثناء اللعب.
- يمكن أن يشمل العدوان اللفظي الصراخ والشتائم وغيرها من الملاحظات القاسية وغير اللطيفة التي تهدف إلى التسبب في الألم والضيق، كما يشمل الكلام الذي يحض على الكراهية أيضًا ضمن هذه الفئة.
- يشير العدوان في العلاقات إلى الإجراءات التي تهدف إلى الإضرار بسمعة شخص آخر أو علاقاته، ويمكن أن تشمل الأمثلة التنمر والنميمة.
- يصف العدوان العدائي الأفعال العاطفية أو التفاعلية التي تنطوي على نية محددة لإيذاء شخص ما أو تدمير شيء ما.
- يمكن أن يشمل العدوان السلبي أي تعبير غير مباشر عن المشاعر السلبية، وتشمل الأمثلة الشائعة المعاملة الصامتة، والتعليقات الساخرة، وإعادة توجيه اللوم.
قد تلاحظ حدوث سلوك عدواني عندما:
- تشعر بالانزعاج أو الغضب أو الملل أو القلق
- لا تسير الأشياء وفقًا لما تشتهيه و بطريقتك الخاصة.
- تشعر بأنك تريد أن تتواصل حتى مع من ظلمك، واعتدى عليك.
- تعتقد أن شخصًا ما عاملك بشكل غير عادل.
- تحس أن عواطفك لا يمكن السيطرة عليها.
- تكون في موقف يُشعِرك بالارتباك أو عدم الراحة.
علامات العدوان عند الأطفال والمراهقين
لن يظهرَ الأطفالُ والمراهقون العدوانَ بنفس الطريقة التي يظهر بها الكبار، بالاضافة إلى ذلك فإنّ الأفعال المحسوبة كسلوك عدواني هي الأفعال الجسدية مثل الركل والضرب والدفع.
فقد تتضمن العدوانية لدى الأطفال ما يلي:
- نوبات الغضب وردود الأفعال الغاضبة والعنيفة.
- إهانة الأقران لإثارة ردود فعل معينة.
- التهديد بإيذاء شخص آخر أو بإيذاء نفسه.
- استخدام الألعاب أو الأشياء الأخرى كأدوات للتعنيف والتهديد والضرب.
- إيذاء الحيوانات كالقطط والطيور.
- إتلاف ممتلكات الآخرين والعبث بها واستعمالها دون إذن منهم. كأن يستخدم دراجة شخص آخر دون إذن منه.
أمّا العدوانية لدى المراهقين فقد تتضمن ما يلي:
- الصراخ على الوالدين وبقية أقراد الأسرة.
- إظهار التهيج الشديد أو الغضب أو الاندفاع المبالغ فيه.
- تدمير المتعلقات أو الممتلكات بصورة غير متوقعة.
- المضايقة أو التنمر أو استبعاد الأقران.
- الكذب والنميمة ونشر الشائعات عن الأقران لتحقيق مآرب معينة.
- استخدام الإكراه والتلاعب للحفاظ على الوضع الاجتماعي والسيطرة على الموقف.
- التهديد بإيذاء الآخرين أو حتى بإيذاء المراهق لنفسه.
ما الفرق بين العدوان وسوء المعاملة؟
في حين أن هناك الكثير من التداخل بين العدوانية وسوء المعاملة، فهذان مفهومان مختلفان، تنطوي الإساءة على الرغبة في الاستيلاء على السلطة والسيطرة عليها، ومن صور ذلك السلوك يكون بين مجموعة من الأصدقاء، يبرز من بينهم من يفرض نفسه على الجميع بغرض السيطرة والتحكم، كما أنه يحدث ضمن نوع ما من العلاقات العاطفية أو العائلية أو المهنية، أمّا الإساءة فتحدث في فقط في سياقات معينة، إذ لا تحدث الإساءة غالبًا في الأماكن العامة، بشكل عام لا يعتبر العدوان مسيئًا عندما يكون السلوك العدواني ضمن السياقات التالية:
- يتعلق الهدوان بمثيرٍ معين مثل الغضب أو خيبة الأمل أو التهديد.
- حين يحدث في بيئات وظروف مختلفة، بدلاً من حدوثه في ظروف خاصة.
- عندما ينطوي العدوان على فقدان مؤقت للسيطرة.
ومع ذلك يمكن اعتبار السلوك العدواني إساءة، ويمكن اختصار ذلك بالمعادلة التالية: ليست كل أشكال العدوان إساءة، لكن كل أشكال الإساءة هي عدوان.
ختامًا فإنَّ مخاطر تطوير السلوك الصعب بين الأفراد الذين يميلون للسلوك العدواني عالية، وغالبًا ما يُستشهد بالسلوك العدواني باعتباره أكثر السلوكيات المشكلة انتشارًا بين هذه الفئة من الناس، ولذلك يُنصح بالتدخلات من الوالدين بمعية المختصين في التعامل مع السلوك العدواني للتقليل أو القضاء على العدوانية لدى الأفراد العدوانيين.