السلوك العدواني عند الأطفال والشباب
قد يُظهر الأطفال والشباب المصابون بحالات مثل التوّحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) وصعوبات المعالجة الحسية أيضًا سلوكًا عدوانيًا عندما يشعرون بأنهم خارج نطاق السيطرة، أو مفرطون في التحفيز أو القلق، أو عندما يجدون البيئة الحسية صعبة.
ولهذا يعد السلوك العدواني من السِّمات التي تصف كثيراً من الأطفال المضطربين سلوكياً وانفعالياً، علماً بأن العدوانية تعتبر سلوكاً مألوفاً في كثير من المجتمعات تقريباً إلا أن هناك تفاوتًا في العدوانية، بعضها يُقبل كنوع من الدفاع عن النفس، أو عن الآخرين، وبعضها لايعدّ مقبولًا بل ويعتبر سلوكاً منفّرا ومزعجاً في كثير من الأحيان.
ويعد السلوك من جهة نشاطاً (جسديا – عقلياً – اجتماعياً – نفسيًا) يصدر من البعض نتيجة لعلاقة دينامية بين الأشخاص وتفاعل بينهم ضمن البيئة المحيطة بهم، والسلوك عبارة عن مجموعة استجابات لمثيرات معينة، وبحسب الاختصاصيين فإنّ السلوك خاصية أولية من خصائص الكائن الحي.
ماهو السلوك العدواني؟
العدوان وفقًا لعلم النفس الاجتماعي يصف أي سلوك أو فعل يهدف إلى إيذاء شخص أو حيوان أو الإضرار بالممتلكات المادية.
بعض الأمثلة على الأعمال العدوانية:
1. حوادث العنف الجسدي.
2. الصراخ والشتائم واللغة القاسية.
3. الإشاعات أو الإشاعات عن زميل في الدراسة.
4. كسر الكوب المفضل لديك في الغرفة عن عمد.
5. قطع إطارات زميلك في العمل.
يصادف “العدوان والعنف” محصورين معًا كمصطلح واحد لا ينفصل، صحيح أنَّ العدوان والعنف غالبًا ما يتصادمان، لكنَّهما في الحقيقة شيئين مختلفان، فمن جهة يشير العنف إلى الاعتداء الجسدي الشديد الذي يهدف إلى إحداث ضرر جسيم. بعبارة أخرى، لا ينطوي العدوان دائمًا على العنف، لكن العنف ينطوي دائمًا على العدوان، فعلى سبيل المثال فإنك تغضب من أخيك أثناء جدال وقمت برمي كتابك أرضا في أرجاء الغرفة.
وأصاب الكتاب رأس أخيك، فأنت لم تقصد ضربه، لكن الكتاب صفع رأسه وترك كدمة، سيكون هذا عملاً من أعمال العدوان الجسدي، ولكن ليس بالضرورة عنفًا.
ومن ناحية أخرى إذا دفعت أخاك في الحائط ثم ضربته بهدف إلحاق الأذى به، فسيكون ذلك عملاً من أعمال العنف، ففي الحقيقة فإن السلوك العدواني لا ينتهك الحدود الاجتماعية فقط، بل يمكن أن يؤثر أيضًا على العلاقات وحتى من الممكن أن تكون له عواقب مهنية أو قانونية، يمكن أنْ يساعدك التعرف على الطرق التي تظهر بها العدوانية في حياتك على اتخاذ خطوات للتعامل معها، جنبًا إلى جنب مع الغضب وأي مشاعر أخرى قد تلعب دورًا في ذلك.
أنواع السلوك المتصف بالعدوان
العدوان ينقسم عادة إلى فئتين:
أولًا: العدوان المندفع: وهذا النوع من العدوان وهو المعروف أيضًا باسم العدوان العاطفي، ينبع مباشرة من المشاعر التي تمر بها في الوقت الحالي، قد تشعر بدلاً من ذلك أنه لا يمكن السيطرة عليها أو يبدو أنه يأتي من العدم، وإذا لم تتمكن من الوصول إلى الشخص أو الشيء الذي يزعجك، فيمكنك إعادة توجيه هذا العدوان نحو شيء أو شخص يمكنك الوصول إليه بما في ذلك نفسك.
أمثلة على العدوان المندفع
- يأخذ زميل لك في الفصل الكتاب المهم الذي تحتاجه لبحثك من مكتبة الجامعة وينشغل به في كتابة النشاط الخاص به مع زملاء له، وعندما يغادر الطلبة لاستخدام دورة المياه، تذهب لتأخذ الكتاب دون علمهم وتضغط على زر الطاقة في جهاز الكمبيوتر الخاص بهم حتى تطفئه، فيفقدوا كل عملهم وتضيع جهودهم سدى.
- في المرة الأولى التي تلتقي فيها مع مجموعة من أصدقائك يفاجئونك بتقديم ساعة باهظة الثمن كهدية، وبصورة أو أخرى الهدية تجعلك غير مرتاح لذا تعيدها باعتذار، وتقول إنه لا يمكنك قبولها، عندها ينتابهم شعور مفاجئ ويتفاعلون برميها على الأرض والدوس عليها.
ثانيًا : العدوان الآلي: ويتضمن هذا النوع من العدوان وهو المعروف أيضًا باسم العدوان المعرفي، التخطيط والنية عادةً؛ لتحقيق رغبة أو هدف محدد.
تتضمن كل أشكال العدوان درجة من النية لإيذاء شخص لا يريد أن يتعرض للأذى، لكن أعمال العدوان الآلي تنطوي عمومًا على قدر أكبر من الحسابات والغرض، دون أي فقدان للسيطرة.
أمثلة على العدوان الآلي:
-
- لقد تقدمت للتو بطلب للحصول على ترقية في العمل عندما تسمع مشرفك يشجع زميلًا آخر في العمل على التقدم للوظيفة، قائلاً إنه سيكون مناسبًا تمامًا، وأنت تريد هذا المنصب لذلك تخبر عددًا قليلاً من الأشخاص أنك لاحظتَ أن زميلك في العمل يقوم بمخالفات تخالف مقتضى الوظيفة، قاصدًا إحداث بلبلة ونشر إشاعة؛ على أمل وصول الإشاعة إلى مشرفك، وأنت بذلك تخطط لحرمانه من الترشّح لتلك الوظيفة.
- يسأل ابنك المراهق عما إذا كان بإمكانه الحصول على 40 دينارًا لشراء ما يرغب فيه ليس لديك المال لذلك تقول لا، ولأنه ابنك فإنه يقبل إجابتك، لكن في اليوم التالي تستعد للذهاب للتسوق من البقالة عندما لا تجد محفظتك، وفي النهاية تجدها في سلة المهملات مع اختفاء الأموال منها إلى جانب أن بطاقاتك البنكية والشخصية تجدها مقطعة إلى أجزاء صغيرة.
هذان النوعان من السلوك العدواني والأمثلة الخاصة بهما كفيلان لبيان حدود هذا العدوان حتى يعد سلوكًا عدوانيًا، وتلك المثيرات وغيرها تعتبر علامات تحذيرية يجب أخذها بالحسبان عند التعامل مع نوبات الغضب وخصوصا عند الأطفال المُشيرة إلى أن سلوك الطفل له تأثير سلبي، مثلًا:
- مواجهة صعوبات في إكمال الواجبات والأنشطة الخاصة بالمدرسة، وضعف في الذاكرة وتشتت الانتباه.
- لديه صعوبات في التواصل مع الآخرين.
- التسبب في مشكلات في المنزل بطريق متعددة ومتكررة.