يستخدم العلاج بصينية الرمل كشكلٍ من أشكال الاستشارة أو العلاج النفسي للأطفال، وفي الظاهر يبدو وكأنَّهُ مجرد استمتاع ولعب مع الصغار؛ لكنَّهُ إذا ما تمّتْ إدارته بوعيٍ سيمنحُ الأسرة أو المعالج فرصة لعقد جلسة تفريغ وجداني نشطة وممتعة، يكشفُ فيها الطفلُ عن المخاوف والرغبات المكبوتة أو المقموعة، ويساعد خصوصًا الأطفال الذين خبروا صدمة في الماضي.
الفرضية
إنَّ القضايا النفسية التي لا يبوح بها الطفل بصورة لفظية مباشرة يمكننا أنْ نراقبها ونتحاور حولها أثناء اللعب بالرمل، وعندما يسمح للطفل بإنشاء قصة بالألعاب سيجد الطفلُ حلولًا لمشاكله.
أنواع العلاج التي يؤازرها العلاج بالرمل
يعمل العلاج بصينية الرمل كطريقة أخرى مع العلاج الديناميكي، ومع برامج التدخل المبكر وتعديل السلوك أيضًا.
طريقة العمل
توفر الأسرة أو المعالج ما يلي:
١- صندوقًا أو صينية مملوءة بالرمل.
٢- لعابًا ودمىً صغيرة وحيواناتٍ وأشجارًا ومبانٍ وسيارات وغير ذلك.
مرحل العلاج
أولًا: النهجي غير التوجيهي: يراقب أحد الأقارب الطفل أثناء اللعب بصينية الرمل دون تدخل أو حكم، ويركز على سلوكيات وردود ومشاعر وأفكار الطفل اللاواعية، وهنا سيتعرف المعالجُ على الشخصيات التي أنشأها الطفل والتي تشاركه مشاعره، أو الشخصيات التي يكن لها مشاعر خاصة كالحزن على فقد الأب مثلا أو صديق عزيز أو مشاعر الحب والرفض، أو الضعف والعجز، أو ترجمة الخلافات والصدامات بين الأبوين، وربما يعرب الطفل عن نظرته المتفائلة أو المتشائمة والمحبطة للحياة من خلال المشهد الذي يبرزه وهو يتابع القصة التي تتدفق عبر خياله وتصوراته الذهنية.
ثانيًا: يبدأ المعالج أو الأسرة في مشاركة الطفل اللعب، دون مقاطعة بل يسترسل المعالج معه ويتبادل الحديث أثناء اللعب، والسماح له بتحرير عواطفه، وفي نفس الوقت السعي لاكتساب ثقة الطفل.
ثالثاً: النهج التوجيهي: بعد عدة جلسات يبدأ المعالج باستخدام طريقة العلاج الديناميكي وتعديل السلوك أثناء اللعب، واستخدام مغزى جديد للأحداث لتشجيع الطفل على اكتشاف حلول تسهمُ في تغيير مواقفه السلبية أو المحبطة، سيشارك المعالج في القصة المتخيله مع الطفل، وربما يتفاوض معه في اختبار شخصيات القصة وتبادل الأدوار، وقد يتم اشراك أطفال آخرين أو بعض أفراد الأسرة في اللعبة، ويتم تحديد مستويات المشاركة من خلال المعالج.
مجالات الاستخدام
يلجأ لهذا العلاج للتعامل مع الاطفال، والذين يعانون من المشاكل الاجتماعية المتعلقة بالطلاق أو المدرسة أو الخسارة، وكذا في حالات الإضطرابات النفسية مثل القلق واضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة، وعند الصدمات والأزمات.
هذا الطريقة تنفع علاجًا للأفراد، والجماعات في وقت واحد، وتستهدف تخفيف التوتر وتحسين السلوك، وتطوير مهارات التواصل بين الأطفال، وهو طريقة ممتازة للأطفال من سن الثالثة حتى السادسة، كما تنفع اليافعين والبالغين أيضًا حيث يوفر دعمًا عاطفيًا بشكل طبيعي ومرح .
مدة وعدد الجلسات
يمكن للأب والأم الواعية استخدام هذه الطريقة، ويمكنهم استشارة اخصائي الرعاية لتزويدهم بالخبرة اللازمة للوصول لنتائج عملية.
تستغرق مدة العلاج من ١٠ إلى ٢٠ جلسة، وتختلف مدة الجلسة حسب أهداف العلاج واحتياجات الطفل ولكنها غالبًا تستغرق كل جلسة ٣٠ دقيقة، ويتم تدوين الملاحظات بعد كل جلسة من قبل المعالج أو الأبوين واختيار الأفكار التي تطرح للجلسة اللاحقة.