العملُ وهو أي نشاطٍ جسديٍ يقومُ به إنسانٌ لتحقيقِ غايةٍ أو انجاز شيءٍ أو انتاج معين مقابل أجر، وقد يستخدمُ العمل كوسيلةٍ من وسائل علاج الاضطرابات النَّفسية وتعزيز الصحة العقلية.
الفرضيات
ويستند هذا النحو من العلاج على فرضية أنَّ الفراغَ والوحدةَ وتعطيلَ الطاقاتِ هي من أهم أسباب نشوء واستمرار الاضطرابات النَّفسية، وأنَّ بذلَ الجهد في عملٍ مفيدٍ يمكنُ أنْ يعززَ الشفاءَ والرفاهيةَ العقلية، وكلُّنا يعرفُ أنَّ الانسانَ الذي يبذلُ طاقةً في انجاز شيءٍ مفيدٍ يُعودُ لهُ النفعُ أولًا على مستوى تطوير ذاتِهِ وثانيًا على مستوى قيمتِهِ في نفسِهِ وفي مجتمعه، وقد التقط الأخصائيون النفسانيون هذه الطبيعة الفطرية ليصبحَ العملُ وأداءُ المهام جزءًا مهمًا من المجال العلاجي ويستخدم في بعض تقنيات التقييم والعلاج.
الهدف من العلاج بالعمل
استخدام العملية الانتاجية والنشاط لمساعدة الأشخاص على استكشاف قيمتهم الذاتية، وتعود على مهارات التواصل والتسامي للتخلص من الإجهاد النفسي، وبذلك يمكن خفض الإجهاد النفسي والاحباط ومساعدة الأفراد على استكشاف العواطف وتنمية الوعي الذاتي والتعامل مع التوتر وتعزيز احترام الذات والعمل على المهارات الاجتماعية، ويمكن أنْ تشمل الأساليب المستخدمة في العلاج بالعمل ما يلي:
١- الوظائف في القطاع العام.
٢- العمل الحر.
٣- العمل الطوعي.
٤- أداء الواجبات ضمن خطة علاجية .
٥- العمل بالطين.
نظرًا لأنَّ العملاء هم من يقومون بالانجاز، فهذا يفسحُ المجال للمعالج لاستخدام العمل كمكنيزما دفاع صحية لتقليل الإجهاد أو التسامي على الضغوط، وسوف يوفرُ العملُ وقتًا طويلًا بعيدًا عن الوحدة والفراغ لِمَنْ لا يعملُ، كما قد يغيّرُ مناخ العمل من البيئة الضاغطة، وكلُّ هذا يمكّن العملاء من تحليل ما صنعوه، وكيف يجعلهم يشعرون به، ومن خلال استكشافهم لطاقتهم وحيويتهم ومن خلال رصدهم للعلاقات الجديدة بذلك يمكن للأفراد الابتعاد عن الصراعات التي قد تؤثرُ على أفكارهم وعواطفهم وسلوكياتهم.
المجالات التي يساعد فيها العلاج بالعمل
يمكن استخدام العلاج بالعمل لعلاج مجموعةٍ واسعةٍ من الاضطرابات والضغوط النفسية في كثير من الحالات، ويمكن استخدامه مع تقنيات العلاج النفسي الأخرى مثل العلاج الجماعي أو العلاج السلوكي المعرفي (CBT).
تتضمن بعض الحالات التي يمكن استخدام العلاج بالعمل لعلاجها ما يلي:
١- اضطراب المتعلقة بالإدمان.
٢- القضايا المتعلقة بالتقاعد والشعور بفقدان القيمة
٣- القلق.
٤- الكآبة.
٥- الصعوبات العاطفية.
٦- مشاكل الأسرة أو العلاقة.
٧- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
٨- القضايا النفسية والاجتماعية.
يمكن استخدام العلاج بالعمل والنشاط لكل من:
١- الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية أو اجتماعية في المدرسة أو في المنزل أو يعانون من صعوبات في التأقلم أو الشعور بضعف الثقة.
٢- الأطفال أو البالغون الذين مروا بحدث صادم.
دور المعالج
١- المساعدة في اقتراح نوع العمل للعميل لمزاولته سواء كان بأجر أو بغيره.
٢- يتمحور دور المعالج حول السماح للعملاء بالتركيز على تجربتهم الداخلية، ويصغي لهم وهم يكشفون عن تصوراتهم وخيالهم ومشاعرهم.
٣- يشجع العملاء على تطوير عملهم والابتكار فيه.
دور المريض
١- المساهمة في النقاش حول العمل الذي يمكنه النجاح فيه.
٢- التفاعل وبذل الجهد والصبر والشجاعة لخوض التجربة.
٣- الالتزام بجلسات المتابعة .
أمور مهمة
١- ليس علينا في العلاج بالعمل أنْ نكتشف أنه صاحب مهارات ومستوى علمي مميز بل يمكن للأشخاص من جميع الأعمار بما في ذلك الأطفال والمراهقين والبالغين الاستفادة منه
٢- أنَّ مجرد وجود عمل يمكن أن يلعب دورًا في تعزيز الصحة العقلية.
٣- أنَّ وجود عمل يزاوله الفرد يسهم في شعور المريض بالأمن والحفاظ على الهوية.