كان الزَّوجان ثنائيًّا جميلًا، فهما على درجة من الالتصاق والتَّفاهم يُغبطان عليها، مرَّتْ على زواجهما سبع سنين سعيديْن متآلِفَين، حتَّى ظهرت على السَّطح مشكلة لم يحسبا لها حسابًا، ويمكن القول: إنَّ البهجة والسُّرور غادرا ذلك البيت المغمور بالسَّعادة والحيويَّة، فالزَّوجة لازمت بشكل مَرَضِيٍّ هاتفها المحمول، وأدارت ظهرها للأسرة.
يصف الزَّوج زوجته وشريكة حياته: إنَّها زوجة متميِّزة، ولكن طرأ عليها عيبٌ صغيرٌ واحدٌ فقط، وهو ادمان الهاتف ، فهي لا تتركه، ويذهب معها أينما ذهبتْ، منذ لحظة استيقاظها حتَّى لحظة نزول جفونها، وفيما بينهما تعانقه، وجرَّب الزَّوجة مرَّة بإخفاء هاتفها، فبدتْ تبحث عنه كالمجنونة وكأنَّما أمٌّ فقدتْ رضيعها!، وليس هذا التشخيص مقتصر على الزَّوج، بل حتَّى والدها ووالدتها يشاركانه في ذلك.
أصابها الهوس به، فلا تتركه أبدًا عدا في دورة المياه والسِّباحة، يكفي القول: إنَّهُ قد أخذها حتَّى عن صديقاتها، فعندما تأخذ جولة في هاتفها، فسوف تصيبك الدَّهشة من كثرة التَّطبيقات التي يتضمَّنه هاتفها، تصوَّروا – يقول الزَّوج –: عندما تستيقظ في منتصف اللَّيل مفزوعة أوَّل ما تفعله فتح هاتفها؛ لترى آخر ما به، فما الذي أفعله بخصوص ادمان الهاتف ؛ لترجع لنا بهجتنا كما كانت؟
١- الشُّعور بالصُّداع.
٢- آلام في الرَّقبة، وإجهاد في العين.
٣- الشُّعور بالضَّياع إذا لم تجد هاتفها.
١- إهمال الأسرة (الزَّوج، والأطفال).
٢- الشِّجار المتكرِّر بسبب الهاتف.
١- علاج هذه المشكلة بحاجة لمبدأ (حزم في لين)، قد يكون استرخاء الزَّوج في وضع ضوابط المنزل أحد أسبابها، فضرورة دراسة ما يحتاجه المنزل من الضَّوابط التي تَحفظ له إيقاعه المناسب، مع الشَّرح، والإيضاح لها وأطفالها.
٢- منع الهاتف في غرفة النَّوم، وعلى المائدة، وفي الحمَّام.
٣- تأسيس جلسة عائليَّة يحضرها الجميع دون هواتف.
٤- جعل خدمة الهواتف على Wi-Fi فقط، وجعل جهاز الإرسال موقَّتًا، بحيث تغلقه في اللَّيل حتَّى وقت الذَّهاب للعمل صباحًا، ثمَّ معاودة إغلاقه وقت الظَّهيرة، وكذلك عندما تجتمع العائلة.
٥- جعل ضمن الخطَّة التَّقليل من تطبيقات التَّواصل الالكترونيَّة، مثل: الفيسبوك، وتويتر، والسناب.
٦- جعل مكافأة للزَّوجة - عندما تستجيب - الكلمةَ الرَّقيقةَ التي ملؤها الرَّحمة والحنان، وعدم نسيان الهديَّة، هذا كلُّه بدافع الحبِّ لها وللأسرة.
٧- القيام ببرنامج خارج أسوار المنزل كالمشي على السَّاحل مثلًا.
عند تطبيق التَّوصيات أعلاه نتوقَّع أنَّ الزَّوجة سوف تتكيَّف، وكذلك الأولاد، بل ستتضاعف العلاقة قوَّةً ومتانةً.
التَّوافق على ذلك أخذ قِسطًا من الزَّمان حتَّى يستقرَّ الوضع، ولقد أعطى الزَّوج فسحة كافية للاطلاع على العالم الافتراضيِّ وأرجع زوجته لعالمهما الحقيقيِّ، ونجح بفضل الله تعالى.