طفلها في عامه الأوَّل في المدرسة، قد لاحظت عليه عدم التَّأقلم في الجوِّ العام للمدرسة، وصعوبة الائتلاف مع زملائه، بل حتَّى في المنزل يبكي بعض الأحيان لأتفه الأسباب، أمَّا في المدرسة فإذا أخذ أحد زملائه أو استعار منه أدواته، فلا يطلب منه إرجاعها، ويتملَّكه التَّردُّد، وحين توصله أمُّهُ للمدرسة فلا يقبل أنْ يتركها، ولا يقبل الدُّخول إلى المدرسة حتَّى تستلمه المشرفة الإداريَّة، أو إحدى المعلِّمات، فتسأل الأمُّ ماذا أفعل؛ لأجعل ولدي طبيعيًّا مندمجًا في المدرسة؟
١- الشُّعور بأنَّ العالم خارج إطار الأسرة مخيف.
٢- لا يشعر بالأمان، ويتخيَّل أنَّه سيتعرَّض للإهانة، أو الضَّرب.
١- استغلال زملائه له.
٢- التَّنمُّر عليه.
٣- رفض الذَّهاب للمدرسة.
تكون الأسباب في الغالب تربويَّة، وهي العامل الحاسم في تحديد السَّبب، وعلينا أنْ نوجِّه هذه الأسئلة؛ لتحليل طريقة الأبوين في التَّعامل مع طفلهما:
١- هل يبالغان في حماية طفلهما؟
٢- هل العبارات التي يستعلمونها معه فيها إشعار بالضَّعف، والتَّقليل من شأنه؟
٣- هل تعرض فيما سبق الطِّفل لضرب مبرح، أو إهانة شديدة، أو سلوك مشين، أو أي أذى ممَّا أدَّى لأن يكون بهذه الصُّورة مرعوبًا؟
٤- هل تطالبه أسرته بمستوى متميِّز فوق قدراته؟
بناءً على تحديد الأسباب التي تعود للوالدين في تربية ابنهما، فيجب تغيير السُّلوك بما يتناسب وتعديل سلوك ابنهما بصورة صائبة من خلال استعمال تقنيات تعديل السُّلوك.
١- العلاج بالكلام، مع السَّماح للطِّفل بأنْ يعبِّر عن مشاعره بطلاقة وسهولة، وضرورة الإصغاء له، وتشجيعه على البوح بما في نفسه من مخاوف، ورغبات.
٢- العتزيز الإيجابيُّ قولًا وفعلًا على أنْ يكون مباشرًا ومتناسبًا مع مستوى التَّطوُّر في عاداته الإيجابيَّة، والتَّعزيز يجب أنْ يكون مستمرًّا، ومتنوِّعًا.
٣- يعطى الطِّفل مساحة من الحرِّيَّة؛ ليصلح فيها بيئته كما يرغب؛ لتقوى ثقته بنفسه، فإنَّ تعديل السُّلوك بتعديل البيئة.
٤- العلاج بأسلوب القصص المحفِّزة، عبر تقمُّص الطِّفل نفسه لدور البطل الذي يستطيع إحداث تغيير فيه نفسه، ووسطه الاجتماعيِّ.
سيكون لتغيير طريقة الأسرة في تعاملها مع الطِّفل أثرٌ إيجابيٌّ، ووقعٌ سريع على تغير سلوك الطِّفل، ونتوقَّع أنَّ ذلك سوف يؤدِّي لاختلاف تعامل الطِّفل مع محيطه خارج الأسرة.
بدأ الطِّفل يتأقلم مع المدرسة بعد صبر ومشقَّة، وكوَّن علاقات صداقة مع زملائه في المدرسة، وهذا ما حبَّب له الذَّهاب إلى المدرسة، كما كان لصداقته لأحد زملائه أثرٌ بالغٌ في تقوية شخصيَّته، وشكلَّت له تلك العلاقة دعمًا وحمايةً، إذ أنَّ صديقه يتمتَّع بشخصيَّة قويَّة، إذ اكتسب قيمة الدِّفاع عن النَّفس.