بدأت غيرته التي لم يُخْفِهَا ليلة عقد قرانه، إذ حضر والد خطيبته، فسلَّم على ابنته، واحتضنها، وقبَّلها، فداخله انزعاج كبير لدرجة أنَّه أخبر زوجته بعدم صحَّة سلوك والدها تجاهها، كما أخبرها أنتِ لي وحدي فقط.
مع مرور الزَّمان تنامى هذا الشُّعور بداخله، فقرَّر أنْ يعرف كلَّ تحرُّكات خطيبته، وما أقضَّ مضجعه أنَّها تعمل في وظيفة لها زملاء من الرِّجال.
حفَّزته غيرته أنْ يراقبها من بعيد، بل ويذهب لها العمل، ويتصلَّب واقفًا أمام مقرِّ علمها حتَّى تنتهي نوبتها، وفي هذه الأثناء يتَّصل لها؛ ليشبع فضول مراقبته لها، ودعاها ذلك إلى إبداء انزعاجها من تصرُّفاته، وسلوكه إزاءها، وأضاف: إنَّها لم تسمح لي بمعاشرتها وهي زوجتي حتى لو كنَّا في فترة الخطوبة، حتَّى اتَّخذتَ قرارَ مقاطعته، فجنَّ جنونُهُ، فهو ليس يحبُّها بل يعشقها، ولا يمكن أنْ يصبر!
فالفتاة غير قادرة على أن تواصل حياتها معه بهذا الكمِّ من الشَّكِّ والغَيرة، بل طالبته بالطَّلاق على حبِّها له، فيسأل ما الذي يجعلني أحتفظ بها؟
١- قلق اجتماعيٌّ بدرجة متقدِّمة.
٢- لديه حساسيَّة مفرطة بأنْ يتعرَّض للإذلال، أو الرَّفض.
لديه لفٌّ ودوران دون الإفصاح صراحة عمَّا يريد.
١- التَّشخيص أنَّ لديه غيرة زائدة عن حدِّها الطَّبيعيِّ، وهذا ما يقود لخنق حركة زوجته، فلا بدَّ من كبح جماح هذه الغيرة.
٢- العلاج المعرفيُّ السُّلوكيُّ.
٣- مجاهدة النَّفس حتَّى تعتدل غيرته بحسب الميزان العقليِّ.
٤- عليه باستعمال تقنيَّة إعادة الهيكليَّة المعرفيَّة، وهي تعني: جمع الأفكار السَّلبيَّة لديه عن خطيبته ومحيطها، ثمَّ تحليلها بمساعدة أحد المختصِّين، ثمَّ النَّقد الذَّاتيُّ لتلك الأفكار؛ ليتمَّ استبدالها بأفكار أخرى إيجابيَّة.
٥- المشاركة في برنامج المهارات الحياتيَّة، والاجتماعيَّة.
٦- العمل على تحليل شخصيَّته؛ لاكتشاف أعماقها خصوصًا أعماق لا وعيه.
يعتمد نجاح الحلول المقترحة أعلاه على ثقته بالمتابع لحالته، ويحتمل أنْ يطول علاجه لأمرين، الأوَّل: إنَّه منسحب اجتماعيًّا، والثَّاني: طبعه.
استفاد كثيرًا بالتَّحليل النَّفسيِّ، ومجاهدة النَّفس، ولقد ساعده تعاون خطيبته لأنَّها فعلًا تحبُّه كما أنَّ حبَّه الشَّديد لها فعَّل لديه الوعي بسلوكه - والحمد لله -، وهو الآن قادر على التَّحكُّم بأفكاره.