لم يتفاجأ عندما غزته أفكار صديق طفولته الإلحاديَّة، وذلك لأنَّه في المرحلة الابتدائيَّة كان له حكاية مع نوع من الوسواس، فلقد كانت تراوده فكرة (الهكر) الإلكترونيِّ لملفَّاته في الحاسوب، ولكنه لاحقًا ضحك على نفسه من هذه الفكرة، وعرف أنَّها لا تستحقُّ النَّظر، وفي المرحلة الإعدادية غزاه وسواس الطَّهارة، والعبادة، وعلاه القلق والتَّوتُّر بسبب ذلك، والحمد لله بمساعدة والديه تغلب على وسواسه وانتصر.
ولكن اليوم وسواسُهُ من نوعٍ آخر بعدما تخرَّجَ من الجامعة، كانت له لقاءاتٌ ودِّيَّةٌ مع زملاء الطُّفولة، ولفت انتباهه أنَّ أحدهم جرفه تيار الإلحاد، وأصابه ذلك بمفاجأة غير متوقَّعة بتاتًا خصوصًا أنَّ صديقه هذا كان متديِّنًا، فبدأ بالإكثار من إلقاء أسئلته، وشُبَهه، وإشكالاته عليه حتَّى بدأتْ مكامن الوسواس تتحرَّك لديه باتِّجاه عقيدته، ولأنَّهُ صافي الفطرة، سليم العقيدة، فلم يقبل، ولكن تُحدِّثه نفسه بسيل من الأفكار المنحرفة المزعجة، فما السَّبيل للخلاص منها؟
يشعر وكأنَّها أفكاره هو نفسه.
يخاف النَّوم حدَه.
١- هذه الأفكار التي تغزوه ليست أفكاره، والأفكار لا يجبر عليها الإنسان.
٢- الوسواس عنده اختار أغلى ما لديه، وتحيطه القدسيَّة وهي عقيدته.
٣- العلاج عبر المعالجة المعرفيَّة القائمة على الأسس التالية:
● اتخاذ وصف التَّفاهة للفكرة الوسواسية تلك، في النَّتيجة يكون مصيرها التَّجاهل.
● المعالج يدخل للتَّطمين من باب دعم الإيمان بأمثلة تزيد في قوَّته، وواقعيته.جدول برنامج صحِّي متكامل (رياضة + تغذية + كفاية النَّوم).
٤- اعتماد منهجيَّة القراءة اليوميَّة في مجال تخصُّصه لمدَّة ثلاث سنوات؛ للتَّغلُّب نهائيًّا؛ لئلَّا يعود الوسواس في صورة أخرى.
٥- اجتناب ذلك الصَّديق لِمَا يحمله له من آلام.
خلال شهر واحد فقط نتوقَّع أنْ يتجاوز محنته شريطة أنْ يستمرَّ في جلسة التَّطمين اليوميَّة.
اللَّهم لك الحمد، تخلَّص من وسواسه تمامًا، وانتفع بصورة كبيرة بالمعرفة الوجدانيَّة لا الفلسفيَّة، وقد قطع علاقته بذلك الصَّديق.