الإمام علي (عليه السَّلام): «إذا اقترن العزم بالحزم كمُلت السعادة».
أحبَّت زوجها بصدق وإخلاص، فهو عمود حياتها، وبهجة عمرها، وهو الذي يساندها ويبادلها الحبَّ بعمق، ومازالا شابَّين ولم يتجاوز عمرهما الثلاثين عامًا، و ولكن حلَّ القضاء والقدر بساحة زوجها، فارتقت روحُه إلى بارئها، فلبست حينها وشاحَ الحزن، ونأت بنفسها عن تباشير الفرح والسُّرور، وابتدأ حالها يتفاقم، وتذبل أوراق سعادتها كما يذبل الورد وذلك عند أوَّل سماعها بخبر الحادث الأليم الذي أدمى قلبها، وجعل توأم روحها مسجًّى في سرير المشفى تحيطه الأجهزة، فبقيت ترتقبه بدموع سخينة، ودعوات حانية، إلَّا أنَّها ومع هذا المنظر المؤلم الذي تشاهده فيه كادت تُصاب بالجنون، وعلتها سحائب الهلوسة، فصارت لا صبر لها على هذا المشهد في حياتها!
كيف تصبر على مفارقة روحِها التي بين جنبيها، فزوجها طيِّب القلب، وهادئ جدًّا – كما تصوِّره، وما كان يدخل عليها المنزل إلَّا بابتسامته الوادعة.
عندما يدخل عليها المنزل تشعر أنَّ الملائكة حطَّت بأجنحتها عندهم، ففراقه قد أصابها بالجزع، وامتدَّ جزعُها لأكثر من عامٍ، وما كانت ذِكْرَاه تفارقها، حتَّى في أحلامها تأتي صورة الحادث، وكيف كان مسجًّى آنذاك في المشفى وعليه الأجهزة الطِّبِّيَّة!
بعد ثلاثة أعوام – وهي على هذه الحال – دبَّ الضَّعف في بدنها، وخَارَ جسمها، وتشتَّتت ذاكرتها، فلم تعد تذكر شيئًا في وقته!
البعيد عندها قريب، والحَدث القريب صار بعيدًا، ومعاناة الفراق حاكمة!
أُدخلت المشفى بعدما استاءت حالتها جدًّا، وبقيت فيه أكثر ممَّا بقي زوجها فيه، وقد تماثلت للشِّفاء كثيرًا إلَّا أنَّ موجةً من الألم لا زالت تعتصر فؤادها، وتباريحَ الذِّكرى تستحوذ على قلبها الحاني، والحزن لا زال يَجِدُ له موقعًا على قَسَمات محيَّاها.
١- الحزن الطويل لسنوات.
٢- اكتئاب.
٣- كوابيس في المنام.
٤- القلق والخوف عندما يتضرَّر عزيز.
١- الانفصال عن الواقع، والاعتزال.
٢- الخمول، وعدم النَّشاط.
٣- الشُّعور بعدم القُدرة على إكمال الحياة.
١- التَّأكيد على متابعة العلاج، والالتزام بنصائح طبيبها.
٢- العلاج المعرفي السُّلوكي.
٣- استعمال طريقة العلاج بالكلام، بالإضافة لتحليل الشَّخصيَّة.
٤- الانشغال بالدراسة، أو الحصول على عمل، أو التَّطوُّع في الميدان الاجتماعيِّ.
٥- ممارسة الرِّياضة لا سيما رياضة المشي.
نتوقع أنَّها ستندمج في البرامج الاجتماعيَّة، وتبدأ بتشكيل علاقات جديدة في حياتها، كما سينعكس العلاج المعرفيُّ السُّلوكيُّ عليها إيجابيًّا.
الحمد لله بدأت عليها تباشير العودة لحياتها الطَّبيعيَّة، وبدأت تشارك المجتمع في أنشطة التَّعليم، كما أنَّها سافرت أيضًا.
وللأمانة بقيت بعض المعاناة عندها من نوبات قلق وخوف، مع ذلك اتَّضح أنَّ الفضفضة تخفِّف آلامها كثيرًا.