لا يمتلك شعورًا بالثِّقة في نفسه مطلقًا، فهو متفوُّقٌ دراسيًّا على أقرانه، ويشعر أنَّه لم ينلْ المعاملة التي تليق بمستواه العلميِّ.
زملاؤه وزميلاته في الجامعة يظهرون بصورة تبدو بوضوح أرقى منه وأفضل، وكانت زميلته الجامعيَّة المقرَّبة إلى قلبه، ومَنْ يراهما لا يشكُّ أنَّهما سيكونان زوجين – حتمًا – في المستقبل، فهو يشعر من خلال كلماتها الخاصَّة له، وبطريقة تعابيرها الجميلة تجاهه بشيئ من السَّعادة وإنْ لم تتفوَّه بكلمة: أحبُّك، ولكن كلَّ حركاتها كانت تنطق بالحبِّ والاشتياق.
في طفولته – وبالمناسبة هو الولد البِكر في عائلته – حظي باحترام كبير، وكان محطَّ اهتمام الوالدين، وليس حَمْلُه للسِّكْلَر سببَ تركيز اهتمامهما به.
يقول عنه: كانت الوالدة تقسو عليَّ بشدَّة، فلو هبط معدَّلي الدراسيُّ بأجزاء من المئة أتعرَّضُّ لما لا يُحمد عقباه!
ففي المرحلة الإعدادية حدث أنْ هبط معدلي بما لا يُذْكَر، فلم أصل إلى المنزل حتَّى كان نصيبي الضَّرب والتَّوبيخ العنيف بدل كلمة الشُّكر، والتَّشجيع، والمساندة.
أمَّا حياته العمليَّة فقد كانت بمثابة الصَّدمة له، إذ انتقده مسؤوله في العمل نقدًا صريحًا، فما كان جزاؤه كما يشعر أنَّ تجمَّد مستقبله المهنيُّ ولم يحصل على ترقية!
وكان يرى – كما يتصوَّر – كلَّ مَنْ لا يستحقُّ، بل ومن كان وأقل منه كفاءة يتصاعد في السُّلَّم الوظيفيِّ وهو مكانك سِرْ!
وما قصم ظهر البعير أنَّ علاقته العاطفيَّة التي انتهت دون زواج كانت مؤثِّرة في كلِّ علاقة يعقدها مع أخرى، إذ لا تصمد أكثر من شهر ويتباعدان عن بعضهما البعض.
وفي كلِّ علاقة يتأكَّد شعوره بأنَّه يتعرَّض لابتزاز عاطفيٍّ!
وتتراكم هذه الإخفاقات في الحياة، بالإضافة لفشله في الظَّفَر بزوجة ترضيه، حتَّى جال في فكره أنْ يرفع من مستوى جماله بالعمليَّات الجراحيَّة التَّجميليَّة!!
١- شعور لا يفارقه بأنَّه أقلُّ من الآخرين.
٢- يلازمه شعور التَّعاسة والمستقبل المشؤوم.
٣- يتوهَّم بأنَّ أغلب النَّاس لا يحبونه.
١- الانطواء، والانسحاب.
٢- البؤس، وسرعة الانفعال السَّلبيِّ، وقمع المشاعر.
١- الخضوع لجلسات تحليل نفسيٍّ.
٢- يتعالج ضمن فريق؛ ليتمرَّن على مختلف مهارات الحياة.
٣- فهم طبيعة الأنا، والعمل على مجاهدة النَّفس.
نتوقع أن خضوعه لجلسات علاجيَّة مكثَّفة مدَّة ستة شهور، مع السَّعي للزَّواج يخفِّف الشُّعور لديه بعدم الكفاية وحالة الاستعلاء.
أمَّا الاستقرار العاطفيُّ، فيعتمد بشكل أساس على دوام حضور الوعي لديه.
ظهر تحسُّن في مهارات الحياة، واضطراب قويٌّ في جانب العاطفة، والسَّبب أنَّه يحمل السِّكلر، ولا يجد الموافقة بالاقتران به، أو أنَّ البنت تكون أقل منه جمالًا وتحصيلًا.