الإمام علي (عليه السَّلام): «السَّعادة التَّامة بالعلم، …، والعبادة من غير علم ولا وهادةٍ تعبُ الجسد».
لا تظنُّ أنَّ أحدًا في الدُّنيا قد غمره أبواه بالعطف، والحنان، والرَّحمة مثلها مذ أنْ كانت طفلة تدرج خطوة خطوة، مع العلم أنَّ شعورها تجاه والدها مختلف عن أمِّها، فوالدها داعم، ومتفهِّم لتوجُّهاتها، ورغباتها، وأمُّها مع ما فيها من قلق وتوتُّر على توجُّهاتها إلَّا أنَّها لم تحرمها من حنوِّها، وعطفها، ولا تنسى أنَّ في طفولتها انتابها بعض القلق والوسواس، لكنَّهما ليسا بمستوى أنْ يُذكرا أصلًا.
كبرتْ هذه الطِّفلة، وواصلتْ شقَّ طريق نجاحها، وتخرَّجتْ بتفوُّق كبير من الجامعة، وقبل ذلك كان وَلَعها مشتعلًا بالقراءة والمعرفة، فلا يفوت يومٌ إلَّا وقطعت شوطًا في كتاب، حتَّى انكبتَّ على كتب الرَّوحانيَّات، والوعي، بالإضافة لكتب علوم الطَّاقة، ومطالعات علم التَّنمية البشريَّة، ولا يمكن وصفها وهذه حالتها إلَّا بالانفتاح على الحياة، إلَّا أنَّ بعض الفترات تجد نفسها منغلقة تمام الانغلاق!
لاحظتْ على نفسها رفض الحكم الشَّرعيِّ الذي يُحَتِمُّ عليها إعادة الصَّلاة، كما إذا توضَّأ المكلَّف وعلى أحد أعضاء الوضوء، أو الغسل حائل يمنع وصول الماء – ولو بمقدار رأس إبرة -!
فلم يَرُقْ لها هذا الحكم الشَّرعيَّ، ولم تستطع أنْ ترتضيه!
فكيف يعيد المكلَّف صلاة يومين، أو ثلاثة لمجرَّد حائل بهذا المقدار؟!!
عند هذا المنحى بدأ لديها تساؤلات تؤدِّي في نتيجتها لرفض بعض أحكام الشَّريعة!
قدَّم لها شابٌّ خلوق ومميَّز جدًّا، فتوسمتْ فيه الخير، وأنْ يكون منقذها ممَّا هي فيه، ويزيد ذلك الشُّعور رسوخًا أنَّه بارد الأعصاب، وهادئ، وفيه ذكاء، بالإضافة لحبِّه لها، لكن خاب ظنُّها، وازداد وضعها سوءًا، إذ بدأتْ بعض أفكار الانتحار تدور في خَلدها، ولا نجدُ وصفًا يتناسب مع تقلب مزاجها! وتتصوَّر أنَّ حالتها انتكست بصورة غير مسبوقة عندما أخذتها والدتها لمَنْ يقرأ عليها الرُّقية الشَّرعيَّة!
لقد أخبرها أنَّها ممسوسة بالجان.
١- الشُّعور بالتَّوتر، والضَّغط الشَّديد.
٢- الخوف من المستقبل بوقوع أمرٍ مريع.
٣- كثيرًا ما تشعر بفقدان السَّيطرة على النَّفس.
٤- الجنوح للانتحار.
١- الأرق، وقلَّة النَّوم.
٢- القلق، وضعف التَّركيز.
١- محادثتها، وتشجيعها على تفريغ شحناتها الدَّاخليَّة، والفضفضة.
٢- محاولة مواجهة ما تعانيه من الأمور المزعجة.
٣- العلاج السُّلوكي ضمن خطَّة تهدف لتدريب عقلها؛ ليعيش اللَّحظة والحضور الآنيِّ.
٤- تنظيم علاقاتها، وعواطفها تجاه نفسها، والآخرين.
داخل الأسرة يُتناول العلاج:
١- العمل ضمن مجموعة الأسرة، ولعب الأدوار؛ لتحسين سلوك الأُسرة، وردود أفعالها عند حدوث نوبة الهوس، أو الاكتئاب.
٢- المعاجلة بإيصال رسائل إليها عن طريق أجهزة التَّواصل الاجتماعيِّ بالتَّوجيه، والنُّصح، والإرشادات.
٣- تقنية التَّعامل في المواقف الصَّعبة.
٤- الإسراع بعرض البِنت على طبيب مختصٍّ.
نتوقع أنَّ البنت بحاجة لمراجعة طبيب نفسانيٍّ؛ لتشخيص حالتها بدقَّة.
الحمد لله تعالجتْ البنت، وبقيتْ في المستشفى عدَّة أيام، وتحسَّنت حالتها بشكل ملحوظ، إذ استطاعت تكملة دراساتها العُليا، كما واصلت عملها في الشَّركة؛ لأنَّ الهدوء عمَّ حياتها.