اللوم
أكبر معوّق لنا في تجاوز الاكتئاب هو اللوم، ماذا نستفيد من اللوم؟ نحصلُ منه على البراءة ويحوّلنا إلى ضحية، ونتقبل رأفة الغير، ولكنه يجعل منا قاصرين ومحدودين، وإذا تصورتُ نفسي كضحية فسوف أجلبُ الشعور بالضعفَ والعجزَ لها.
للإنسان الخيارُ في لوم مَنْ يشاء، ولكن ليس ضروريًا أنْ نوجّه اللوم لغيرنا أو لأنفسنا أصلًا، ولنعلمْ أنَّ اللومَ شعورٌ سلبي، فالحدث قد وقع وانتهى فلا حاجة إلى اللوم، وعلينا أنْ نتخلى عن فوائد اللوم الصغيرة والعمل على مراقبة أنفسنا، عندها تبدأ مرحلة الوعي ونخرج من مستنقع العجز، ويمكن تطبيق “تغيير السياق” في كل المواقف السلبية والقفز نحو الوعي.
اختيار الإيجابية
في داخلنا – دون أن نرى – “عظمتنا“، وتملك قوة تتغلب على كل سلبية، فإذا سمحنا برحيل المكافآت السلبية فسوف تحلُّ محلها الإيجابية مباشرة، والذات العليا (الروح) في داخلنا تملك إمكانيات ضخمة لمعالجة كل المواقف أمامها، مثلًا الطلاق، فإذا لم نتخلص من اللوم والمشاعر السلبية قد نبقى طوال الحياة نعيش التعطيل العاطفي، وعلينا مواجهة هذا السؤال: إلى متى سأبقى أدفع الثمن ؟ متى تنتهي هذه العقوبة ؟
فعلًا سندرك كيف أنَّنا عاقبنا أنفسنا لقلة التثقيف الداخلي، هل تدربت على الشفاء العاطفي الذاتي ؟ عليّ أنْ أختار اتّجاهًا مختلفًا، عليّ أن أكون أكثرَ وعيًا وأكبر مسؤولية وأعمق بصيرةً.
الرفقة التي نحافظ عليها
تقنية مرافقة الأشخاص الذين تخلصوا من هذه سلبية “اللوم” تعتبر مساندة ذاتية، فمجرد البقاء مع أصحاب التفكير الإيجابي مفيد، وقد تختفي هذه المساندة مع مفارقتهم، قصة: كانت إحدى المطلقات تشعر بصداع نصفي بسبب حالتها النفسية فانضمّتْ مع مجموعة مطلقات يكرهن الرجال، واستمرتْ معهن، وبعدما عرضت حالتها على استشاري طلب منها الإبتعاد عن تلك المجموعة مدة ثلاثة شهور فقط، ثمَّ عليها أنْ تجد صديقات نجحنَ في تأسيس علاقات جديدة لهن، فرأتْ في النتيجة أنَّها إيجابية لأنَّها صادقت ايجابيات، ثمَّ أنَّ الوجعَ يجلب الوجع والحبَّ يجذب الحب (المثيل ينجذب إلى مثيله).
الأسى
الأسى يعني عدم إمكانية النجاح ولا نُحبُّ ولا نُحَب، فهو شعورٌ بالحزن والخسارة والوحدة، والشعور “بعدم تخطي الموقف الصعب مطلقًا“.
السماح بشعور الأسى
أكثرنا يحمل أسىً مقموعًا، ونميل لإخفائه، وهو المسؤول عن الكثير من الأمراض، وعندما نسمح بظهور هذا الشعور ننتقل لمستوى مقبولٍ، وسوف يلاحظ أصدقاؤنا التغيير علينا، بمجرد السماح بظهور الأسى يحصل السلام فيصبح الرجلُ أكثر كفاءة ونضجًا، فالأساسُ النفسي لكلِّ الأحزان هو الشعور بأنَّنا غير مكتملين بذواتنا، ونعتبر أي خسارة لِمَنْ حولنا خسارة لنا لأننا نعتبرهم جزءً من ذواتنا.