أحداث الحياة
عادة ما يلوم الإنسان أحداث الحياة ويعتبرها هي السبب في تعاسته وتوتره، فيقول: (أثار غضبي – أربكني – أخافني)،والحقيقةأنّالمشاعرالمكبوتةوجدتفرصةللخروج،ففيحالةالغضبمثلًاعندمايتمالكالإنساننفسهويضعغضبهتحتسلطةالوعيفلنيثيرهأيشيء
والحب المقموع كذلك، قد يظهر في صورة حب مفرط للحيوانات مثلًا، وعند مقارنته بالحب الحقيقي نجد أنَّ الحبَّ لايحمل في طياته أية مخاوف بل يتسم بعدم التعلق، فالخوف من الفقد يتسبب في تعلقٍ وتملكٍ بلا مبرر، وهذا ما ينتج الارتياب المرضي بالنسبة للرجل الذي لايشعر بالأمن مع الفتاة فيتهمها والسبب يعود إليه لا لها.
آلية التّعرّض
وتعني هذه الآلية إدراكًا وشعورًا ما والسماح للتوتّر بالظهور والسماح في فضاء النفس، وأن يأخذ مجراه دون محاولة تغييره، وبعبارة أخرى السماح للمشاعر السلبية بالظهور في النفس مع التخلص مما يكمن خلفها من طاقة، وتمر هذه التّقنيّة بعدة خطوات يجب السير بها واحدة بعد أخرى. والخطوات هي:
أولًا: تقبّل الشعور دون مقاومته أو الهروب منه أو إدانته أو تهذيبه، فالتقنية عبارة عن بقائك مع الشعور وتخليك عن أية مجهود تسعى لتحسينه بأي حال من الأحوال.
ثانيًا: عدم استخدام آلية دفاع لمقاومته، لأنّ آليات الدّفاع تعطيه قوة الاستمرار وبعدم استخدامها يتلاشى ويختفي.
ثالثًا: تجاهلْ كل الأفكار التي تراودك، وركّزْ على الشعور نفسه، فالأفكار لا تنتهي وتولد المزيد، وماهي إلا تبريرات من العقل في محاولة تفسير سبب وجود الشعور، والسبب الحقيقي لتولّد الشعور هو الضغط المتراكم مهما برر العقل لذلك.
ستلاحظ في النتيجة أنَّ الشعور اختفى دون أدنى مجهود، فلا مشكلة “بحدوثه أو عدم حدوثه“، فالتسليم وعدم التعلّق هو الخلاص، وللحصول على نتائج سريعة ومبهرة وقوية يجب الاستمرار في استخدام تقتية التعرض للمشاعر السلبية بعد تخليصها من طاقتها والأفكار التي تحف بها، فأنت غيْر مشاعرك، كن مراقبًا لها ولا تَكُتمْهَا.
ومن المهم جدًا التنبه إلى أنّ الأنا قد اعتادت على استخدام آليات دفاع متنوعة مثل الإسقاط والقمع والفضفضة وغيرها، لذلك لن تتعاون معك في تطبيق تقنية التعرض. بل ستعمل على مشاغبتك عبر تدفق سيل من الأفكار والتي تقدمها بمثابة الطعم للسمكة وعند البدء بقضمها فسوف تصطادنا الأنا.
تركيب العواطف
توجد تحليلات نفسية معقدة لمشاعر الإنسان، والبساطة إحدى مميزات الحقيقة، ولهذا سنرسم خريطة عملية ومثبتة للمشاعر ويمكن التأكد منها خلال التجربة الشخصية.
هدف البقاء
كلُّ فردٍ يرغب في البقاء ويرغب في بقاء كل مَنْ حوله، والناس يؤمنون أنهم جسدٌ فقط، وعادة ما ينظرون لخارج أنفسهم لإيجاد ما يرضيهم، و النظر لخارج الذات يجعلهم غير مكتفين ذاتيًا، فالعقل يستعمل آلية البقاء في استخدام المشاعر.
والمشاعر توّلد الأفكار، ويمكن استبدال آلاف الأفكار في شعور واحد، فالمشاعر فطرية أكثر من العمليات العقلية، وعندما يستخدم الفكرُ المشاعرَ يكونُ الشعورُ الأساسيُ الضمني غير مدرَكٍ عادة أو خارج نطاق الوعي، بالتالي يصبح النَّاس غير مدركين لأسباب تصرفاتهم، وهناك سؤالٌ يعيد للنَّاس معرفة السبب وهو: من أجل ماذا؟ ونكرره، فسوف يظهر أنّ الهدفَ مشاعرَ عدم الخوفِ وتحقيقِ السعادة.