الاستسلام وضده الاستكبار
المقصود من الاستسلام والاستكبار
الاستسلام إظهار الطاعة والانقياد، والاستكبار التمرد وعدم الطاعة والكبرياء، وقلب الانسان إذا سَلِم من الآفات يجد الحق بفطرته ثم يستسلم له، فإذا استسلم ينقاد له في الأعمال الصورية القالبية، فيحصل من القلب التسليم وهذا هو الاستسلام.
إما اذا كان الباب معيوبا وبه آفة الإعجاب بالنفس وحبها يحصل فيه الكبر (حالة نفسانية يرى الانين فيها نفسه عظيمًا ومتفوقا على غيره) فإذا تمرد وطغى يقال استكبر، فهو عدم الطاعة والطغيان.
الاستسلام من جنود العقل والاستكبار من جنود الجهل
الاستسلام من لوازم الفطرة المخمرة ومن جنود العقل والاستكبار من لوازم الفطرة المحجوبة ومن جنود الجهل، فإذا بقي الانسان على فطرته لأدرك الحق تعالى وخضع له وسلّم، عن رسول الله صلى الله عليه وآله: “المؤمنون هيّنون ليّنون إن قيّدوا انقادوا وإن أُنيخوا استناخوا”.
التسليم مقابل الشك
المقصود من التسليم والشك
التسليم هو الانقياد الباطني والاعتقاد والإيمان القلبيين بالحق تعالى، والشك عدم الخضوع للحق تعالى، وهو من احتجاب النفس ومن الأمراض القلبية، وجُعل الشك في مقابل التسليم وليس الجحود والانكار لأن النفس المتوهمة شإنها الشك فقط لأن شأن العقل الحكم القطعي في جميع الامور، والمراد بالتسليم التصديق فعكسه الشك.
فوائد التسليم
بالتسليم يحصل طي المقامات المعنوية، لذلك قيل: أن المؤمنين أقرب إلى المقصود من الحكماء، وعلينا أن نتبع رسول الله صلى الله عليه وآله حيث وجدناها هاديا للطريق في سيره الملكوتي من دون “كيف” و “لمَ”، وطعم الإيمان تذوقه روح الانسان عندما يسلّم للأحكام الإلهية ولا يجد ضيقا في نفسه .
التسليم من جنود العقل والرحمن ولازم للفطرة المخمرة وضده الشك من جنود الجهل ولازم الفطرة المحجوبة
الأنانية والاستبداد بالرأي على خلاف فطرة الله، لأن الفطرة مخمرة بحب الله والتوجه إليه ونافرة عن غيره وعن التبعية لغيره، فإذا لم تحتجب الفطرة فإن الانسان يسلم لله تعالى وقلبه مرآة للحق تعالى حتى يصل إلى الصعق المطلق (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا) .
فالتسليم من الفطر المخمرة ومن جنود العقل والرحمن، في الكافي عن سفيان سأل الصادق عليه السلام عن قول الله تعالى (إلا من أتى بقلب سليم) قال: القلب السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه، قال: وكل قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط، وإنما أراد الزهد في الدنيا ليفرغ قلوبهم للآخرة.
فإذا سلمت الروح سلمت جميع ممالك الوجود ثم تسلم جميع الأعضاء الظاهرة ويحصل (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به).