معنى الحلم وضده السفه
الحلم ملكة تحصل بها طمأنينة النفس، بحيث لا تهيج القوة الغضبية بسرعة ودون مبرر، والسفه عدم الحلم، والطيش والخفة ويقابلهما السكون والصبر، ولعل السفاهة خفة العقل والجهالة.
ثمرات القوة الغضبية
عندما تتربى القوة الغضبية تحت العقل والشرع فإنها أكبر نعم الله، وأعظم مساعد في طريق السعادة، فلو لم تكن هذه القوة في الانسان لتأخر عن كثير من الكمالات، وعندما تخمد هذه القوة يترتب عليه الارتخاء والكسل والطمع والضعف.
عدم الإقدام والتراخي عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم منع ظلم الظالمين من الصفات الرذيلة، وتعتبر الشدة من الصفات الحسنة (أشداء على الكفار).
مخاطر انحراف القوة الغضبية
الافراط في الغضب المعبر عنه بالسفه من ذمائم الصفات وتوقع الانسان في التهلكة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله: “الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل”.
في حال اشتداد الغضب تنزع الاختيار من يد الانسان وربما تطفئ نور الايمان وتحرق جميع العقائد الحقة، وهذه القوة تفوق سائر القوى خطرًا، ويعطي النصح نتيجة عكسية تزيد في اشتعال الغضب.
علاج الغضب في حالة الفوران
الإصلاح يجب أن يبدأ في حالة سكون النفس، لأن العلاج غير ممكن وقت الاشتعال، مع العلم توجد بعض المعالجات المؤقتة حينها.
والعلاج أن يراقب نفسه فإذا بدأت تفور صرفها وقد هيأ لها ما يصرفها، وعليه أن يغادر المكان الذي فيه سبب الغضب، وليشغل نفسه في أمور أخرى، وإذا لم تستطع المغادرة فعليه أن يبدّل الوضعية التي هو عليها، ويشغل نفسه بأمور لا علاقة لها بسبب غضبه، عن الإمام الباقر عليه السلام: “فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الأرض فإن رجس الشيطان ليذهب عنه عند ذلك”.
وعندما يشتد غضبه على الآخرين أن يعالجوه بالتخويف مثلًا أو حضور من يحترمهم، والافضل تركه لان احتباس الغضب قد يجلب الأمراض المهلكة.
العلاج الأساسي للسفه والغضب المفرط بعلاج أسبابه المهيجة له
أهمها هو الشعور بالمزاحمة أحد المطالب النفسانية ام علي بن أبي طالب عليه السلام: “إنما الدنيا جيفة والمتوافون عليها أشباه الكلاب”، وكان هذا المنطلق يجب اعتبار أن “حب الدنيا” أس الأسس فلذلك أن العلاج الأساسي هو قطع مادة حب الدنيا، فيحتفظ بالطمأنينة رغم فوات الجاه أو المال أو المنصب أو غيرها.
وأحسن علاج عن حب الدنيا هو التفكر في أحوال الماضين وفي القصص القرآنية، والاتعاظ بمن تمتع بصنوف السلطنة والعظمة والمال أيامًا محدودة ثم أُخذوا إلى القبر بالحسرة.
تحصيل ملكة الحلم
مادام الانسان في هذه الدنيا فلديه إمكانية تغيير الملكات، وقطع مادة الفساد مقدمة على الإصلاح والرقي، وجميع أسس الشرائع الحقة على فطرتين:
- أصلية استقلالية، فطرة العشق للكمال المطلق.
- تبعي استظلالي وهي فطرة النفور من النقص.
الاتصال شديد بين الدين والروح، فجميع الآثار الظاهرية تسري في الروح وكذلك الآثار المعنوية تسري في البدن، فعندما يواظب الانسان على العمل بالسكينة والهدوء فسوف تتسرب هذه الصورة الظاهرية إلى الروح فتتأثر بها، والتكلف هذا يتحول لاحقا إلى أمر عادي للنفس، وهذا العلاج ذكره أمير المؤمنين عليه السلام: “إن لم تكن حليمًا فتحلم فإنه قل مَنْ تشبه بقوم إلا وأوشك أن يكون منهم”.
فضائل الحلم عن طريق النقل
نسب الله تعالى الحلم إلى نفسه (إنه كان حليمًا غفورًا) وقال تعالى (وكان الله عليمًا حليمًا) كما وصف إبراهيم الخليل عليه السلام (إن إبراهيم لحليمٌ أوّاهٌ منيب) فانتخب هذه الصفة من بين جميع الأوصاف الكمالية لعناية إبراهيم بها أو عناية الحق تعالى بها أو هما معًا.
عن الامام الباقر عليه السلام: “إن الله عز وجل يحب الحيي الحليم” وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: “إن الله يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف”، وعنه صلى الله عليه وآله:”والذي نفسي بيده ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم“.