معنى الرهبة
الرهبة بمعنى الخوف، ورَهبان بفتح الراء مبالغة في الخوف، والرهبانية التجنب عن الخلق والاعتزال وقد نهى الإسلام عنها.
والخوف من الحق تعالى من جنود العقل ومنا يصلح النفوس، والخلوة بمصطلح أهل المعرفة لا تعني اعتزال الخلق، بل ترك اشتغال القلب بغير الحق تعالى، وبهذه المعنى لا تعني الرهبانية.
اختلاف درجات الخوف
يرجع اختلاف درجات الخائفين إلى اختلاف درجات المعرفة:
الدرجة الأولى: الخوف من العقاب وهو خوف العامة، والعبادة في هذه الدرجة ليست عبادة خالصة.
الدرجة الثانية: الخوف من العقاب مع خوف الابتعاد عن ساحة المولى المقدسة فيكونوا موضعًا للعقاب، وهذه الدرجة ليست خالصة من الصبغة النفسانية ولا خالية من الصبغة الشيطانية.
الدرجة الثالثة: خوف أخي الخواص، وهو الخوف من الاحتجاب، فلا توجه للعطية وإنما التوق إلى لذة الحضور، مع ذلك لا يمكن أن ننسب إليهم محبة الله والخلوص الحقيقي.
الدرجة الرابعة: خوف الاولياء وهم طاهرون مطهرين من صبغة الأنية والأنانية ومصبوغون بصبغة الله (وَمَنْ أحسن من الله صبغة).
الرهبة وضدها : الخوف والرهبة من الفطر المخمرة ومن جنود العقل والرحمن، و الجرأة من جنود الجهل والشيطان واحتجاب الفطرة
الرهبة من العظيم وتعظيمه من الفطرة وإن وجد اختلاف في الموارد والمصاديق، والرهبة الحاصلة في القلوب من السلاطين حتى عند الأمن من الضرر من الفطرة فلذلك ليس لدينا نحن المحجوبين خوف ورهبة من الحق تعالى لأننا لم ندرك عظمته لأن الفطرة محتجبة بحجب الطبيعة الغليظة لذلك نتجرأ عليه.
وَمَنْ يعرف عظمته سبحانه تأخذه الغشوة من خوفه تعالى، وترتعد فرائصه إذا اقترب موعد الصلاة، والنبي صلى الله عليه وآله ليلة المعراج كانت تأخذه الغشوة بمشاهدة كل تجلٍ من تجليات العظمة ثم تحصل له الإفاقة من تجليات الأنس والرحمة، وكانت تتحكم في وجوده هناك فطرة العشق والمحبة بتمام الحقيقة.
وكل خوف يحصل في حال الاحتجاب يحصل من تصرف النفس وتصرف إبليس وهو عين الجرأة على الحق لأن الخوف من غير الحق ولغير الحق لا يكون حقًا.