المقصود من العدالة والظلم
العدالة: حد الوسط بين الإفراط والتفريط، وهي مجموع الفضائل الباطنية والظاهرية، فالرب على الصراط المستقيم والانسان الكامل وهو خاتم الرسل صلى الله عليه وآله، إلا أن الرب تعالى باستقلال والمربوب صلى الله عليه وآله باستظلال.
والجور: غلبة القهر على اللطف، أو اللطف على القهر.
وعلى مستوى الأخلاق النفسية وهي اعتدال القوى الثلاث الشهوية والغضبية والشيطانية وهو المقصود من حديث جنود العقل والجهل، وفي الانسان من أول نشأته:
- القوة العاقلة
- الواهمة
- الغضبية
- الشهوية
والثلاث الإخيرة تتفاوت بحسب السن، وكلما زاد الرشد تكون أكمل، وقد تتغالب ولها سبع صور (انظر صفحة ١٣٣ – ١٣٤).
العدالة والجور في الكتب الاخلاقية
أجناس الفضائل أربعة:
(١) الحكمة (٢) الغضب (٣) العفة (٤) العدالة .
وللنفس قوتان: قوة إدراك وقوة تحريك، ولكلٍ منهما شعبتان.
قوة الإدراك: شعبة العقل النظري – شعبة العقل العملي.
قوة التحريك: شعبة الدفع (الغضب) – قوة الجذب (الشهوة).
الحكمة: تعديل القوة النظرية.
العدالة: تعديل القوة العملية.
الشجاعة: تعديل القوة الغضبية.
العفة: تعديل القوة الشهوية.
للعدالة معنى آخر وهي تعديل جميع القوى الباطنية والظاهرية والروحية والنفسية، والاعتدال الحقيقي ليس مقدورا إلا للانسان الكامل.
تحصيل فضيلة العدالة
مادام الانسان في عالم الطبيعة فيستطيع أن بعدّل قواه المستعصية وفي أول الشباب أسهل، لذلك تجب المبادرة بتربية الولد في صغره حيث أنه صفحة بيضاء، والتربية العملية من الولدين أفضل، كما أن للمعلم أثر كبير على الأطفال.
وعلى الشباب لازماً وحتمًا أن يكونوا في صدد التصفية والتزكية، ويقلعون جذور الفساد الأخلاقي فالارادة في زمان الشباب قوية، ويختلف الأمر في شدة الرياضات النفسانية وكثرتها عندما يكون الانسان صعبًا وصلبًا، وحالما ينتقل إلى عالم البرزخ وخروج روحه يسلب الاختيار.
والعقوبات أو المؤذيات في القبر ما هي إلا ظهور الملكات السيئة والأخلاق الذميمة، فتطوى صفحة الظاهر وتظهر صفحة الباطن، وصار غيب النفس شهادة.