الفصل الثاني: الماديون والإيمان
١- ظهور الديانات
أ– نظريات التوحيد أولًا:- هذه النظريات تتبنى أن البشرية بدأت بالتوحيد ثم انحرفت عنه، وانطلقت هذه الرؤية من “السببية” في تفكير الإنسان عن موضوع الماديون والإيمان، وبعد المعتقدات التوحيدية النقية جاءت تصورات أسطورية فدخلت البشرية في تعدد الآلهة، ثم ظهرت مرة أخرى عقيدة التوحيد.
ب – نظريات تطور الأديان:- وهي عكس النظريات السابقة، فالإنسان يتعامل مع الدين بوصفه نشاطًا إنسانيًا تطور من أدنى إلى أعلى، بدأت بتعدد الإله ثم وصلت للتوحيد، كما كان يفسر الانسان في البداية الظواهر الطبيعية حتى توصل للحقيقة فيها.
٢- الفرضيات المادية لوجود الأديان
ينطلق هؤلاء المفندون لوجود إله من نفس منطلق أؤلئك وهو (كراهية العدم والرغبة في الخلود المنعَّم)، وبحثوا لماذا الدين؟ ويرى أنهم متعصبون “دوجماطيقيون” وهذه نظرياتهم:-
نظريات الإسقاط “فرويد“:
١- طرح نظريته في كتابه (مستقبل توهم).
٢- ما يواجه الإنسان من مخاطر في حياته مثل الزلازل والبراكين كان المحرك الأساس لنشأة الأديان، لذلك لجأ الإنسان للعيش في مجتمعات لمواجهة تلك الأخطار.
٣- المخرج للإنسان هو الإعتماد على قوى غيبية أقوى من الطبيعة فنتج القول بالإله.
٤- والدين تحقيق لرغبتنا الطفولية في الحماية والأمان.
٥- الدين مجرد توهمات حيث شعورنا المزعج بالعجز في طفولتنا أثار فينا الحاجة للأب للحماية.
٦- إذن حاجتنا للحماية يسقطها فرويد على الحاجة للإله كذلك فلذلك تسمى نظرية الإسقاط، كما تسمى نظرية التوهم.
الرد على النظرية
١- تفسير فرويد لنشأة الأديان لا دليل عليها، بل الدليل على عكسها كما وجده الأنثروبولوجيون “علماء الآثار“، حيث بدأت الحياة بالأسرة الصغيرة وليس القبيلة.
٢- تفنيد الدين عند فرويد يعتمد على دفاع الإنسان النفسي عن نفسه تجاه قوى الطبيعة مع العلم أن العلوم الأخرى كالفلسفة والفيزياء والكيمياء والفنون وغيرها كذلك هي دافعها نفسي فهل نلغيها أيضًا؟!!.
٣- يصلح كلام فرويد عن (الإله الأب) لتفسير نشأة المسيحية واليهودية التاريخية بخلاف ما يطرحه القرآن عنهما، وماذا عن بقية الديانات كالهندوسية والإسلام.
٤- موقف فرويد من الدين موقف شخصي كما يرى “بول فيتز” بدليل: (أ) أن “لودڤيج فيورياخ” طرح هذه النظرية قبل فرويد. (ب) كتب فرويد في ١٩٢٧ أن نظرية للإسقاط ليست أصيلة في التحليل النفسي.
٥- لم ينشر فرويد أي تحليل نفسي ولو لحالة واحدة مؤمنة
٦- انشق عنه بعض تلامذته لأنهم رفضوا التفسير الجنسي للسلوك.