حدد هدفك الداخلي
للحياة هدفان، داخلي يتعلق بالكينونة وهو جوهري، والثاني يتعلق بما تفعله وهو ثانوي، والكتاب للهدف الأول، فالهدف الداخلي هو اليقظة وهو الهدف من الإنسانية وهدف الكل، والهدف الداخلي قد يتغير مع الوقت، لكل شخص هدف خاص به، فالتناغم مع الهدف الداخلي يساعد على تحقيق الخارجي.
اليقظة هي نقلة في الوعي ينفصل فيها الفكر عن الإدراك، قد تأتي إلى الخاطئ قبل القديس، وأولى لمحات الوعي دونما تفكير تحدث عن طريق النعمة من دون تدخل منك.
الوعي
وعي الكون تدريجي فالعقل البشري لا يفهم عملية الوعي بالكامل، ولا تأتي لمحات من اليقظة إلا في لحظة تلاشي الشكل الفردي (أي الموت)، فخلايا المخ تساوي عدد نجوم مجرتنا (دماغ الكون)، والوعي هو الذي يخلق الدماغ.
شروط (الطاقة) الثلاثة للفعل اليقظ
كل شرط يعتبر ذبذبة معينة للوعي، أولهم التسليم وهو الرضا بما تقدر على فعله بعدها يأتي الاستمتاع وهو الشعور بالحيوية والراحة، والثالث والأخير هو الحماسة وهو عبارة عن الاستمتاع و هدف الرؤية، وفي العادة البعيد هو المحرك الفعلي، فالجنَّة دافعية نحو الخير والجد والنشاط بالإضافة إلى أنَّهُ يحب الله أحدكم اذا عمل أجاده، وقال المسيح علية السلام “صدّق أنك حصلت على كل ما تطلبه بالدعاء وسيكون لك“.
قصص ومقولات جميلة
يقال أن بوذا قدّم مرة “موعظة صامتة” حمل خلالها زهرة وجعل يحدّق بها، وبعد مرور بعض الوقت ارتسمت ابتسامة على وجه أحد الحاضرين يدعى “ماهاكاسيابا“، ويقال أنه الوحيد الذي فهم الموعظة، وهذا الإدراك أصبح أصل عقيدة الزن Zen.، إن لمحة بصر تكفي لإطلاق عملية يقظة، والتي لا عودة عنها بعد ذلك.
الخوف والجشع والسعي إلى السلطة تنشأ من الضلال الجماعي المتجذر داخل العقل البشري، ويذكر قصته مع امرأة في القطار وهي غاضبة وتحدث نفسها.
كذلك قصة المعلمة المصابة بالسرطان التي فقدتْ خاتم جدتها الذي تحبه، والكاتب يعالجها روحانيًا، عندما سألها بضع أسئلة لترجع لذاتها، وتدرك أن الخاتم ليس جزء من كينونتها، لنجد أن التخلي عن الأشياء أحيانًا هو فعل ينطوي على قوة أعظم بكثير من الدفاع عنه أو التمسك به.
فمع دنو الموت فإن كل مفهوم الملكية ينكشف أنه معلق تام، ففي اللحظات الاخيرة من حياتهم يكتشف الناس أنهم بينما كانوا يبحثون طول أعمارهم عن إحساس أكبر بالذات، فإن ما كانوا يبحثون عنه حقًّا كل موجودًا باستمرار معهم، لكنه كان محجوبًا عنهم من خلال تماهيهم (الذوبان فيه) مع الأشياء، مما يعني في نهاية المطاف تماهيهم مع عقولهم، فالأنا تريد أن تطلب أكثر مما تريد أن تمتلك.
قصة بول بوت في كمبوديا الذي أمر بقتل الذين يضعون النظارة لكونهم منتمين للطبقة البرجوازية لانهم متعلمون ويستغلون، وقصة الراهب ذي اليدين المتعرقتين حينما كان ينتظر وصول حاكم الأقاليم في جنازة أحد النبلاء المعروفين.
فالألم له هدف نبيل لتطوير الوعي وتبديد الأنا، لقد قيل “أن الله محبة“، الله هو الحياة الواحدة في أشكال الحياة التي لا تحصى.