الإمام علي (عليه السَّلام): «دَرْكُ السَّعادة بمبادرةِ الخيراتِ، والأعمالِ الزَّاكياتِ».
مختصَّة في العلوم الصِّحيَّة، ولا يمكن أنْ ترى عملها دون أنْ تصفها بأنَّها مجدَّةٌ ونشيطةٌ، مع ذلك ترى خوفها قد وصل أقصاه من الجراثيم، ففي كلِّ شيئ ترى الجراثيم، فتبدأ رحلة التَّطهير الطِّبيِّ منها، فالعطاس، والسُّعال، والغبار، والمصافحة، ودخول الحمَّام، والاستحمام، والجدران، والأسطح كلُّ هذه بحاجة إلى تطهير، فَيَدُها من كثرة تكرار غسلها أُصيبتْ، وتبالغ في التَّنظيف بما لا يُطاق، وتقول: إنِّي أعرف ذلك أنَّهُ غير منطقيٍّ، ولكنِّي غير قادرة على تركه.
صارتْ أمًّا، ورزقها الله تعالى بأوَّل أولادها، فزادتْ في تطهير الجراثيم؛ لتحافظ على رضيعها، وفي حقيقة الأمر لتعذِّب رضيعها من كثرة تبديل ثيابه، وتنظيفه كلَّ لحظة!، فشعرتْ أنَّ ذلك السُّلوك سوف يَؤْذِي رضيعها، بل هي شعرتْ بأنَّها في عذاب شديد، وبدأ ضميرها في تأنيبها بما تفعل، فذلك تريدُ علاجًا يخلِّصها من وسواس الجراثيم ، ويُنجِي ولدها من الشَّقاء التي وضعته فيه.
تخوُّف من الجراثيم غير منطقيٍّ مطلقًا.
١- تَكرار غسل اليدين.
٢- تغسيل الحمَّامات بشكل مُبالغ فيه.
٣- استهلاك جهدها ووقتها في البحث عن الجراثيم والتَّطهير منها.
٤- تنظيف الرَّضيع بما يضرُّ صحَّته.
١- اسعتمال طريقة الغمر في العلاج.
٢- المشاركة في دورة تدريبيَّة مكثَّفة كالتَّالي:
● اليوم الأوَّل: يختصُّ بالمعرفة، تقدَّم فيه المعلومات المهمَّة والضَّرورية عن الوسواس القهريِّ.
يدخل في إطار اليوم الأوَّل مختلف أساليب التَّحفيز (أنا مستعدٌّ – مستعدٌّ للعمل الشَّاقِّ).
● اليوم الثَّاني: التَّعرض لمدَّة طويلة لمثيرات القلق كالأسطح، وأيِّ جسم يُتوقَّع أنْ تكون فيه جراثيم، على أنْ تصبر ولا تستجيب لتلك المثيرات أقصى ما يمكنها الصَّبر.
● يجب تحمل التَّوتُّر بأعلى درجة ممكنة، مع استمرار التَّحفيز، هذا التَّجديد قد يكون مؤلمًا لكنَّه في ذات الوقت يعتبر تقدُّمًا في العلاج.
● عندما تلمس تلك الأسطح وتشعر بالقلق والسُّوء بعد 30 دقيقة، فما زالت في مشكلة، وبعد 90 دقيقة فهي طبيعيَّة، وبعد 120 دقيقة، فهي غير طبيعيَّة!
● الهدف الأساس هو تحمل المشقَّة؛ ليتمَّ العلاج بعدها، فبمقدار الجهد المبذول والتَّعب هو نفسه بمقدار سرعة المعالجة، عندما تتحمَّل الرَّكض مع عجزها، ثمَّ المشي، ثمَّ الزَّحف، فهي تصل للهدف، ولا ألم يدوم.
● يتواصل التَّحدِّي في اليوم الثَّاني، والثَّالث مع تكراره.
● اليوم الرَّابع: ستجني مفعول ذلك الجهد المبذول خلال اليومين الفائتين، ستصل لحالة التَّعوُّد، وعدم القلق والمبالغة تجاه الأسطح المُجَرْثَمَة.
نتوقَّع أنَّها ستنجح لا سيما أنَّ لها دافعًا قويًّا وهو الحفاظ على وليدها، والطَّريقة أعلاه لا تتناسب مع الجميع، بل هذ لِـمَنْ لديه استعداد كبير لتحمُّل المشقَّة والتَّعب الشَّديدين دفعة واحدة.
الحمد لله نفعتها تلك الطَّريقة بصورة كبيرة، كانت المشكلة في عدم وجود فريق متمكِّن يدعم تطبيق تلك الطَّريقة.