سُمْعته كانت طيِّبة في مجتمعه ووسط منطقته، وقد تزوَّج – ولله الحمد – من امرأة صالحة وذات حنان ورأفة، أعجبته كثيرًا عندما اقترن بها، فهي ذات مستوى علميٍّ راقٍ، وهو كذلك شابٌّ طموحٌ نشيطٌ، يَأْلَفُ ويُؤْلَف.
قبل زواجه – وبالذَّات في مرحلة المراهقة وهو مكلَّفٌ شرعًا – كان يستخفُّ بالصَّلاة، ويتركها بعض الأحيان لمدَّة تستمرُّ لأشهرٍ، وبقي على هذا الحال حتَّى بعد زواجه، ويومًا ما شعر بوخزاتٍ في قلبه – كما يقول –، ومنها انقلب حاله، أصابه هلع ورعب من أنَّ الموت قد حان والأجل، قد اقترب، عندها تذكَّر استخفافه بالصَّلاة، وتلاعبه بها، وأنَّ ما فاته أكثر ممَّا أدَّاه.
وفعلًا بادر بقضاء ما فاته من الصَّلوات، ولكن سرعان ما غزاه الوسواس، فيكبِّر تكبيرة الإحرام، ثمَّ يقطع الصَّلاة، ويعيدها من جديد، وهكذا دَوَاليك، كما يشعر بألم في أنحاء مختلفة من جسمه، فلم يترك طبيبًا إلَّا وعرض نفسه عليه، ولم يبقَ فحص إلَّا أجراه، والنَّتيجة أنَّه لا يعاني من أيِّ مرضٍ عضويٍّ على الإطلاق.
إنَّه مرضٌ نفسيٌّ كما صرَّح له طبيبه في النِّهاية.
أصبحت معيشته لا تُطاق، وانقلبت سعادته التي كان يشعر بها تعاسة، وتفكيره لا ينقطع عن التَّفكير والتَّشتُّت، وكثيرًا ما كان يذهب به الخيال كلَّ مذهب، ويأمل أنْ يعود مع قضاء صلواته لسابق عهده. توهم الموت
١- يساوره قلق توهُّم المرض.
٢- وسواس في الصَّلاة.
١- يعلوه حزن، ووجوم.
٢- انغلاق على الذَّات.
٣- فَقَد متعة الحياة.
١- المعالجة بالعلاج المعرفيِّ السُّلوكي.
٢- ضرورة تحديد العدد اليقينيِّ لِما يشغل ذمَّته من الصَّلوات، وغيرها.
٣- الفحص الشَّرعيُّ لوضوئه، وصلاته.
٤- إعادة برمجة قضاء الصَّلاة تحت نظر أحد رجال الدِّين المطَّلعين على وضعه الصِّحِّي.
٥- إيقاف زيارة الأطباء حاليًّا، لأنَّ المرض ليس بالبدن.
٦- البدء بالمجاهدة، ويكون أساسها قائمًا على الوعي، وأنَّ المعاناة سببها ضغط الضَّمير، وما يخفِّف ذلك الضَّغط هو الثِّقة بالله تعالى، إنَّهُ يقبل التَّوبة عن عباده.
نتوقع أنَّه قادر على التَّغلُّب على سوء حالته، ووسوسته عند التزامه بالحلول المقترحة أعلاه، شريطة المتابعة اليوميَّة مدَّة ثلاثة أشهر.
عادت له بهجة الحياة من جديد - ولله الحمد -، ومازال يحافظ على قضاء صلواته ضمن برمجة مريحة دون ضغط، ونفع معه التَّطمين، بالإضافة لسرد قصص الوعظ والإرشاد.