في الطُّفولة كانت مَرِحَةً نَشِطةً مثل كلِّ الأطفال، تحبُّ الخروج من المنزل، إلَّا أنَّ الأمَّ قد لاحظتْ أنَّ ابنتها في سنِّ الشَّباب قد أصبحت منعزلةً، فخافت عليها، لأنَّها لا تخرج من الغرفة حتَّى لتناول الوجبات مع كامل الأسرة!، فاضَّطرَّت الأمُّ للضَّغط عليها بضرورة الخروج، ومخالطة أفراد الأسرة، والنَّاس من حولها، والمجتمع الذي تعيش فيه، وهذا في حدِّ ذاته تعتبره – بحسب رؤيتها – أنَّه خَرقٌ لمساحتها الشَّخصيَّة الخاصَّة التي لا شأن لأحدٍ بها مُطلقًا!
كانت البنت ترى أنَّها ترغب بالتَّمسُّك بشدَّةٍ بمساحتها الشَّخصيَّة الخاصَّة، بينما الأمُّ تضغط في الاتِّجاه المعاكس!
وأصبحت لا تخرج البنت من المنزل حينما تطلب أمُّها إلَّا بعد نزاع طويل، وارتفاع الأصوات بالمشاجرة!
امتدَّت فترة الانعزال إلى سنوات ممَّا ولَّد توتُّرًا حادًّا، وقلقًا مستعِرًا، بل عدم إِجادة الحديث مع الآخرين.
بل وبدأ مزاجها بالتَّقلُّب مع نوبات اكتئاب، وعدَّة نوبات من الهوس، حتَّى حاصرتها فكرة الانتحار، وهي على غير استعداد لترك عزلتها، كما وترغب بشدَّة أنْ يتفهَّم الوالدان ذلك، ويصحِّحان طريقة تعاملهما معها.
١- انسحاب من الحياة الاجتماعيَّة، وانطواء على النَّفس.
٢- اكتئاب، ونوبات هَلْوَسَة.
٣- التَّفكير في التَّخلُّص من الحياة.
١- تبقى أيَّامًا عديدة في حالة صمت، وسكون بغيض.
٢- تكوَّنت لديها نفرة من الأمِّ.
١- ضرورة تصحيح سلوك الوالدين تجاه ابنتهما من خلال التَّواصل الإيجابيِّ معها.
٢- أنْ يتعرَّف الوالدان على أنَّ البشر بمثابة المعادن لكلٍّ منها خصائص، وميزات.
٣- تعديل سلوك البنت عبر التَّواصل معها؛ لتحسين مهارات التَّواصل مع الآخرين، والمجتمع.
٤- عليها التَّدريب بمراقبة ذاتها، وأنَّ ذاتها تختلف عن مشاعرها، فالذَّات سماء، والمشاعر سُحب متحرِّكة.
٥- أداء تدريبات للانحياز الإيجابي بدل السَّلبيِّ.
٦- تشجيعها لممارسة بعض الأعمال إذ ستكونُ بذلك أكثر سعادة.
٧- أنْ تشترك في تجارب إيجابيَّة تتناسب وقدراتها؛ لتعزيز ثقتها بنفسها.
٨- لا بدَّ من ممارسة عادات إيجابيَّة قبل شروق الشَّمس، كـ: الرِّياضة؛ لحرق الدُّهون، وذلك بمقدار 20 دقيقة، قراءة كتاب في مجال تخصُّصها، أو ما تحبه وذلك بمقدار 20 دقيقة، تنفيذ برنامج روحيٍّ مثل الصَّلاة، والذِّكر، والدُّعاء، وكتابة النِّعَم التي أنعهما الله تعالى عليها خاصَّة وذلك بمقدار 20 دقيقة.
٩- عندما تتحسَّن سلوكيًّا، فلن تضطَّر للذَّهاب للطَّبيب، وإلَّا فهي بحاجة لِتُعْرَض نفسَها على طبيب مختصٍّ.
نتوقع أنْ يحصل تغييرٌ ملحوظٌ خلال هذا العام لوضع الأسرة كلِّها، وثَمَّ ينعكس ذلك إيجابيًّا على وضع البنت.
سمحت البنت بجزء من مساحتها الخاصَّة التي كانت تعتبرها محرَّمة على غيرها للمناقشة العائليَّة.