ابنتنا بلغتْ السَّادسة عشرة من عمرها، وهي وحيدتنا، فالحبُّ كلُّ الحبِّ منصرف لها وحدَها، وبعد انتشار وباء كوفيد 19، والبقاء في المنازل أخذتْ على عاتقها تصفُّح مواقع التَّواصل الاجتماعيَّة، وبدا عليها اهتمامها بالعروض التي تملأ تلك المواقع بمختلف مسمَّياتها، وشعورها الدَّائم بالرَّغبة في الشراء.
في بداية الأمر كانت تدفع من مصروفها، وما تمتلكه من مال، ثمَّ تحوَّل الطَّلب على والديها.ولم تقتصر مشترياتها على نوع أو صنف معيَّن، فالملابس والعطور، والمأكولات، والأجهزة الإلكترونيَّة، وقطع الأثاث وغيرها، ويمكن الجزم أنَّ الحاجات المختلفة التي تشتريها ليست ذات غرض فعليٍّ عندها، وحينما نمتنع عن إعطائها المال؛ للشِّراء، أو نمنعها من الشِّراء تراها حزينةً كئيبةً ومُحبطة، فما العلاج المناسب لكسر إدمان التسوق الالكتروني ؟
١- الشُّعور بالسَّعادة بمجرَّد إنجاز عمليَّة الشِّراء، ووصول الطَّلب.
٢- الشُّعور بالنَّدم أيَّامًا من شراء السِّلعة.
١- دائمة الشِّجار مع والدها بسبب قائمة المشتريات اليوميَّة.
٢- الكذب على والدها بشأن أسعار السِّلع.
١- ضرورة وضع برنامج عمليٍّ يرتبط بتعديل سلوك البنت؛ لإيقاف هذا الإدمان.
٢- يجب أنْ يُنظرَ الأمُّ من خلال تعاملها مع ابنتها، هل هي عامل تشجيع للبنت؟
٣- وهل دعم الأم لابنتها يعمِّق إدمانها؟
٤- بكلمة قصيرة لقطع هذا الإدمان لا بدَّ من تجفيف منابعه.
٥- للعلم أنَّ المعاملات التِّجاريَّة التي تبتني على الإسراف، والتَّبذير، وبعثرة المال تعدُّ سفهًا، فلذلك يجب عدم إتاحة الفُرص للبنت بتوفير المال بغرض تبذيره، قال تعالى: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ (سورة النِّساء: الآية 5).
٦- وضع إطار لعمليَّة الشِّراء من خلال مروره بالأمِّ أو الأب، وهذا باعتبار مسؤوليَّة الأبوين عن تربية ابنتهما.
٧- الرَّبط بين تصفُّح الإعلانات والعروض، وبين عدم استعداد الوالد بدفع (فاتورة الإنترنت) وغلق (الواي فاي).
٨- على الأمِّ أنْ تستعدَّ لامتصاص تذمُّر البنت وسخطها، وتحمُّل ضغوطها وعدم التَّراجع فيما يضرُّها، وقد تلجأ للبكاء، أو عدم تناول الطَّعام كواسائل ضغط؛ للحصول على رغبتها.
٩- معالجتها عبر العلاج المعرفيِّ والعلاج السُّلوكيِّ الجَدَليِّ؛ لضبط العاطفة، والمعرفة، وتنظيم انفعالاتها.
١٠- عندما ترون أنَّ البنت قد تحقَّق معها الانضباط المنشود، فيجب إرجاع بعض امتيازاتها السَّابقة لها تدريجيًّا.
سياسة الحزم في لين سيعالج الإدمان، لكن دون غضب، أو صراخ، أو عقوبات بدنيَّة، تفصيل ما يعانيه الأب في توفير الحياة الكريمة للأسرة، ونتوقَّع خلال أسابيع أنَّ البنت سوف تتخلَّص من إدمانها، وستتعزَّز قيوميَّة الأب على منزله.
البنت مرَّتْ بتقلُّبات في مزاجها، وانفاعلات متفاوتة وهي حالة طبيعيَّة في هذه المرحلة، وكان لوعي الأب والأم دور حاسم في تفهم ابنتهما للقرار الجديد.