يجلس زوجها في البيت مدة 24 ساعة عدا وقت الدَّوام فقط، فعلاقاته محدودة جدًّا، وليس له ارتباطات اجتماعيَّة، أو ثقافيَّة، أو غيره.
كانت بداية اللَّعب افتراضيًّا على مستوى الهواية، ولكنَّها تحوَّلت شيئًا فشيئًا لمستوى العشق، وعدم المفارقة، فما أنْ ينتهي من اللَّعب حتَّى يبدأ من جديد!
ولم تقتصر الألعاب على الزَّوج وحدَه، بل أدخل ولده وبنته؛ ليلعبا معه، فصارت الألعاب أكثر متعة له ولهما، فيظلُّ الزَّوج مستيقظًا حتَّى الفجر، وقد يتأخَّر عن العمل بسبب الإرهاق، وطول مدَّة اللَّعب، وهذا الانهماك – كما تقول الزَّوجة -: اقتضى أنْ لا نخرج من البيت، بل قد استغنى حتَّى عن المعاشرة الزَّوجيَّة بمتعته مع الألعاب!، وعندما تحاول زوجته أنْ تصرفه عن اللَّعب يبيِّن لها أنَّه يحقِّق انجازات وهي في نظره عظيمة، فالزَّوجة تسأل عن أفضل الطُّرق لعلاج ما وقعت فيه الأسرة من مشكلة تقنين وقت اللعب او إدمان الالعاب الالكترونية ؟
الشُّعور بالحزن، والقلق، والتَّوتُّر عند عدم اللَّعب.
١- يقضي معظم وقته مع اللَّعب، والنتيجة الانعزال.
٢- وسيلته الهروب للَّعب عندما تحصل أدنى مشكلة.
٣- هبوط المستوى الدِّراسيِّ للبنت والولد.
١- نستطيع التَّعبير: إنَّ الزَّوج والأولاد في نوم وسبات، فقبل مرحلة العلاج لا بدَّ لهم أنْ يستيقظوا من غفلتهم هذه، ففي البداية من اللَّازم اليقظة، والوعي، والحضور، بالإضافة لمراقبة الذَّات.
٢- فلا نشجع أنْ تدخل الزَّوجة في حرب مفتوحة مع زوجها وأولادها، فالوسيلة النَّاجعة هي التَّدرُّج.
٣- الطُّرق العمليَّة للإيقاظ لها أثرٌ فعَّال، ولا تنفع المواجهة خصوصًا وقت ممارسة اللَّعب، فلذلك عليها بحسن التَّبعُّل، وإظهار الزِّينة لزوجها، واستدراج الزَّوج للفراش الزَّوجيِّ بدلًا من التَّحديق طوال اللَّيل في شاشة اللَّعب، ويقينًا عندما يتذوَّق الزَّوج شيئًا مختلفًا عمَّا اعتاده في المعاشرة، فستكون الغَلَبَة للفراش لا للعب.
٤- عندما تحصل درجة من الوعي لدى الزَّوج، ويستيقظ من سباته، فضرورة تطبيق اثنتي عشر خطوة للقضاء على إدمان اللَّعب.
٥- بالنِّسبة للأولاد يجدر استخدام طريقة تعديل السُّلوك بتعديل بيئتهم، وهذا بحسب التَّجربة نافعٌ مع الأطفال.
الزَّوجة بحاجة لصبر طويل وعزم، ونتوقع مع ذلك أنَّ حبَّ الزَّوجة يصلح قلبَ الزَّوج، وسلوكه.
أخذت الزَّوجة على نفسها تغيير مظهرها شيئًا فشيئًا لزوجها، فتغيَّرت زينتها وملبسها، ودرجة اهتمامها بزوجها، أغرقته باهتمامها، فتعمل على تدليكه، وإظهار إعجابها به أمام الآخرين، بل تتألَّق بافتخارها به، ثمَّ بدأت بذكاء وحنكة ترسل رسائل لزوجها عن خطورة الألعاب على صغارهما، وتدرَّجت في تطبيق خطَّتها بتأودة، طلبت منه أنْ يلعب معهما بالإضافة لمراقبة مستواهما الدِّراسيِّ، فلا أحد غيره قادر على ذلك، كما أوصته أنْ يلاحظ عصبيَّتهم وما تخلقه الألعاب من نوعيَّة العلاقات، كما وجَّهتْه إلى أن يستعمل الحزم معهم لا القسوة، وأخيرًا تحديد وقت للَّعب للمحافظة على مستقبلهم الدِّراسيِّ، وبحمد لله وفضله استطاعتْ بحسن تصرُّفها أنْ تقلِّل بصورة كبيرة فترة اللَّعب.