تأخذه ذاكرته لمنزل جدِّه، هو طفل صغير، ولكن الوسواس لا يستثني أحدًا، لا يفرِّق بين ذَكَر وأنثى، صغير أو كبير، يشقُّ عليه جدًّا أنْ يدخل وقت الصَّلاة، لأنَّه حتمًا سيصلِّي، ثمَّ سيعود إلى بيته؛ ليعيد صلاته، ويكرِّرها.
إنَّه لا يستطيع أنْ يصلِّي وسط الضَّوضاء، كما يزعجه لعب الأطفال الصِّغار، كأنَّه في حرب!
الشَّكوك تحاصره في الصَّلاة، ولن يحدث الاطمئنان لديه إلَّا بإعادة الصَّلاة.
يقول كنت أتوسَّل لأمِّي؛ كي تسمح لي بإعادة الصَّلاة، وإلَّا لن تمرَّ اللَّيلة على خير، وكانت الأمُّ توافق على مضض، ويذهب الولد؛ ليعيد الصَّلاة بروح منتصِرة، ولم يكن يعرف أنَّ الذي انتصر هنا هو الوسواس وليس هو، لقد جعله ينفِّذ ما يريد؛ ليخفف من توتُّره، وجعله يتمكَّن منه، لكنه كصبيٍّ حرٍّ قرَّر أنْ يدخل في برنامج معرفيٍّ سلوكيٍّ قد امتدَّ ثلاثة أشهر.
١- الخوف من النَّوم وحيدًا.
٢- الوسواس في الصَّلاة.
١- ضعف الثِّقة، وعدم الشُّعور بالأمن.
٢- الاكتئاب، والحزن.
١- سنتعامل وفق برنامج قائم على أساس تعديل السُّلوك مستخدمين فكرة المجاهدة، والميمات الأربع.
٢- سندرِّب الطِّفل على تقنية التَّعرُّض، وعدم الاستجابة.
٣- سنعمل على أساس التَّحفيز، والتَّشجيع الذي سيكون: متنوِّعًا، ومباشرًا، ومتدرِّجًا، ومناسبًا للإنجاز.
نتوقَّع أنْ ينفعه العلاج ضمن برنامج يستمرُّ ثلاثة أشهر، شهر للتخَّلية، وشهر للتَّجلية والثَّبات والمرابطة، وشهر للتَّحلية.
تحسَّنت الحالة في الشَّهر الأوَّل، ونلاحظ تغيير في السُّلوك بشكل إيجابيٍّ، سيطر تمامًا على الوسواس، وعاد لصلاته بشكل متعارف في شهر المرابطة وهو الشَّهر الثَّاني، وفي الشَّهر الثَّالث تمَّ العمل على استبدال السُّلوك السَّلبيِّ بسلوك إيجابيٍّ أكسبه شجاعة، وتعلَّم مهارات مختلفة - ولله الحمد -.