بدأت علاقة الصداقة بينهما كأيِّ علاقة أخرى، حتَّى تحوَّل أحدهما للمحبِّ العاشق الذي لا يقوى صبرًا على فراق صديقه، فإنْ لم يكن معه، فصورته معه يتأمَّلها، ولا تفارقه، فلا يشغل تفكيره سوى محبوبه!
هذا المحبوب بحث عن عمل، وحصل عليه بتوفيق الله سبحانه له، فبدأت والدته البحث له عن زوجة تناسبه، وعندما علم المحبُّ بذلك أدرك – كما يقول – أنَّ ارتباط حبيبه بزوجة فيما يعني القضاء على صداقتنا!
والحمد لله وجَدَ فتاة أعجبته، ولكن المحبَّ لم تعجبه، فصارح صديقه: إنَّها لا تلائمك، ولا تناسبك، فردَّ عليه بلهجة فيها شدَّة بأنَّ الخَيَار خَيَاري، وهذه حياتي الخاصَّة، ومع مرور الوقت بدأت تبهت علاقة الصَّداقة بينهما، والمحبُّ يرغب في الاحتفاظ بعلاقة الصَّداقة ولكن الصداقة لها حدود !
١- يحصل له اضطِّراب كلَّما رآه.
٢- البحث عنه في كلِّ مكان.
٣- الحزن، والرَّغبة في البكاء.
١- انزعاج الطَّرف الآخر.
٢- الحديث معه بأسلوب فيه خشونة.
١- التَّعلُّق بهذه الصُّورة لا يعدو كونه تعلُّقًا مرضيًّا.
٢- له الحقُّ وحدَه بأنْ تكون قراراته مستقلَّة، لا سيما إذا كانت مرتبطة بحياته الخاصة.
٣- يجب الفحص في حقيقة دوافعه تجاه ارتباطه بهذه الصُّور، هل هي لله سبحانه، أم خلفها هوى ورغبة غير سَوِيَّة؟!
٤- البدْء بمجاهدة نفسه، ومشارطتها بأنَّكِ تعيشين الحياة بدونه، وكلَّما رغبتْ نفسك فيه امنعها عن التَّواصل، ثمَّ تخلَّص بكلِّ ما يربطك به من صور، وغيرها.
٥- تأكيد الثِّقة بالنَّفس، والبحث عن عمل؛ لإيجاد فتاة أحلامه للارتباط بها.
٦- إشغال الوقت بما يطوِّر شخصيته من علم، ومهارات.
سيحصل التَّغيير عندما يكون المحبوب حازمًا، ومجاهدة النَّفس في أسابيع قليلة كفيلة بتصحيح المسار، وتعديل الأفكار.
للأسف لم يتحمَّل الصَّديق المحبوب صديقه، إذ آل أمرهما إلى التَّقاذف بالكلام الجارح، وكادت تتحوَّل تلك الصَّداقة إلى عداوة، والحمد لله أنَّه وَجَدَ عملًا وفي طريقه للبحث عن فتاة؛ ليتزوجها.