الإمام علي (عليه السَّلام): «اعملوا بالعلم تسعدوا».
نظام التَّعليم اليوم يستند بشكل أساس على السبورة الذَّكيَّة، والتَّعليم التَّفاعليِّ، كما أفاد المعلِّم، الذي يشتكي على المعلِّم الأوَّل معه، إذ يعمل هو بجدٍّ واجتهادٍ حتَّى في المنزل في إعداد العروض التَّقديميَّة لدروسه، مع العلم أنَّ معلِّمنا هذا هو أقدم من المعلِّم الأوَّل، ويظهر أنَّه حصل على هذه التَّرقية، لأنَّه بارع في الاستعراض، واتقان التَّباهي أمام مسؤوليه.
عندما ينجز هذا المعلِّم تحضير دروسه، وأنشطته التَّعليميَّة، ومشاريعه التَّربويَّة وحدَه يأتي المعلِّم الأوَّل، ويضع اسمه عليها وكأنَّما هو الذي أنجزها دون أدنى خجل!!، بل طلب منه أنشطته السَّابقة، ومشاريعه؛ ليمسح اسم المعلِّم الذي تعب عليها، وأنجزها، وسهر عليها؛ ليكتب عليها اسمه، وما يرفع ضغط دم المعلِّم أنَّ الإدارة المدرسيَّة تكرِّم المعلِّم الأوَّل ممَّا يشعره بالامتعاض والتَّقزُّز منه، وينتابه شعور أنَّه مسخَّر لخدمته فقط!
وعند توزيع تكليفات العمل، يجعل من نصيبه السَّهل البسيط الذي لا يحتاج إلى عناء، ولا إلى جهد وتعب، ويضع على عاتق بقيَّة المعلِّمين الأعمال الصَّعبة، والتي تحتاج إلى جهد مضنٍ، وعمل إضافيٍّ، كما أنَّه إذا اتَّخذ قراراتٍ يكلِّفُ المعلِّمَ وزميله بتبليغ بقيَّة المعلِّمين بالقرارات ممَّا يوقعهما في حرج أمام زملائهم، لأنَّها قرارات صعبة، وفيها إجحاف بهم!، واليوم هذا المعلِّم يستشير كيف الخروج من كابوس المعلِّم الأوَّل الانتهازيِّ، وأفضل السُّبل في مواجهة الابتزاز ؟
١- يشعر بالامتعاض، والإحباط.
٢- يشعر بالاختناق، والضِّيق، لأنَّ المعلِّم الأوَّل يستغله.
٣- نفسه تؤنِّبه، وتوبخه لخضوعه للمعلِّم الأوَّل دون وجه حقٍّ.
ضعف الأداء الوظيفيِّ.
١- ما يحتاجه ابتداءً هو الشَّجاعة، بالإضافة إلى الصَّبر، والمثابرة.
٢- عقد اتِّفاقية مع النَّفس، وأهم بنودها أنْ لا يسمح مُطلقًا للخوف أنْ يتحكَّم في قراراته.
٣- جعل العناية بالنَّفس في سُلَّم أولوياته كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ...﴾ (سورة المائدة: الآية 105).
٤- يقدِّم لنفسه مكافأة عندما يَّتخذ قرارًا إيجابيًّا، وقبل ذلك شُكْر الله سبحانه وتعالى.
٥- المسار السُّلوكي:
● الخطوة الأولى: عند الشُّعور بأنَّ المعلِّم الأوَّل يستغله، فلا يقوم بأيِّ ردَّة فعل سريعة بل يتمهَّل، ويستجمع قواه ليتخذ القَرار المناسب، ويمكنه أنْ يقول له: أنا الآن غير مستعد.
● عندما يصرُّ ويريد ابتزازه، فيقول له: انتظر دورك، فإنك بحاجة لوقت أطول.
● عندما يطلب منه أنْ يُوصل قراراته، يجدر الاعتراض بأن ذلك ليس ضمن مهامه الوظيفية، ولا يرغب أنْ يكون في حَرج مع زملائه.
● الخطوة الثَّانية: يجعل من نفسه مراقبًا، ولينظر لنفسه، وسلوك المعلِّم الأوَّل، ويجعل الإنصاف رائده، مع تقييم شعور الاثنين.
● عليه أنْ يقوم بتنفيذ مهامه الوظيفيَّة على أكمل وجه دون أنْ يتحمَّل أعمال الآخرين.
● الخطوة الثَّالثة: ملاحظة (كلمات – إشارات – أفعال) المعلِّم الأوَّل، مع النَّظر بأيِّها يتأثَّر، ويقوم بتنفيذ ما لا يرغب فيه، عندما يضع قواعده إزاء قواعده.
٦- المسار العاطفيُّ يجعل عواطفه متوازنة ومتزَّنة معه، ويحترم ذاته دون أنْ يتجاوز على المعلِّم الأوَّل.
نتوقَّع صعوبة أنْ يتقبَّل المعلِّم الأوَّل السُّلوك الجديد من المعلِّم، وقد يصعّب عليه أجواء العمل معه، وقد يبلِّغ الإدارة أنَّ المعلِّم لا يستجيب لقراراته، مع ذلك فالشَّجاعة، والإصرار، ونبذ الابتزاز يُؤدِّي لعلاقات أفضل.
أصبح الوضع مضطَّربًا، فقدَّم المعلِّم الأوَّل شكوى في الإدارة على المعلِّم، فطلب المعلِّم أنْ ينتقل لمدرسة أخرى، والحمد لله حصل على فرصة الانتقال لمدرسة أخرى، فكانت بيئتها أفضل بكثير بالنِّسبة له.