لا شيئ يمكن أنْ يذكَر قبل الزَّواج، فهي امرأة سويَّة، فلم تكن تتوقَّع أنْ تقع فريسة أحد الأمراض النَّفسيَّة التي سيقلب حياتَهَا جحيمًا، وما إنْ دخلتْ الحياةَ الزَّوجيَّةَ دون إكراه من أحد، ولم تفرضْ أسرتُهَا عليها زوجًا بعينه بدأتْ أعراض الاكتئاب، وبدأتْ معها السُّمنة، ولم تكن تعيش الفراغ بل لديها عمل، فالفراغ لا ينهش فيها ولا الملل، بل تفضَّل الله سبحانه عليها بطفلٍ يملأ حياتها حيويَّة ونشاطًا، لكن الاكتئاب أحاط بكلِّ شعورها، وفرض عليها سلوكًا لا ترتضيه.
وسهَّرها الاضطرابُ، وجفاها النَّوم، إذ لا تستطيع وصف مزاجها إلَّا بأنَّه متقلِّب، فساعةً تراها فرحة مسرورة، وبعدها تلاحظها عبوسة قمطريرة، وأخرى شاردة الذِّهن، وتدور في أعماق نفسها فكرة ألَّا أحد قادر على إنقاذها، وانتشالها من مستنفع الاكتئاب، ممَّا أفضى إلى قناعتها اليأسُ، وهستيريا البكاء.
زوجها ليس بالرَّجل الذي يعطيها الإهمال وعدم الاكتراث، فهو صاحب وظيفة، وتعلوه البسمة والانشراح، كما يحبُّ زوجُها أنْ يبدآ حياتهما من جديد، ونسيان هذا الوضع المزعج، ولكنَّه فيه برود، ولا يملك الإقدام والشَّجاعة، والمرأة بطبيعتها تحبُّ زوجها أنْ يكون شجاعًا مِقدامًا، فلو خُيِّرتْ بين رجل جميل جبان، وآخر عادي في جماله وشجاع، فسوف تختار الثَّاني لا ريب، وهي تشتكي من تدنِّي ذوقه الجماليِّ أيضًا!
١- الاضطراب في النَّوم.
٢- نفرة قهريَّة من الزَّوج.
٣- مزاج متقلِّب.
١- الخوف من أنْ يصل الأمر للانفصال عن زوجها.
٢- الشُّعور بالفشل، ولا قدرة على النَّجاح.
العلاج بالكلام، والسَّماح لها بالفضفضة، والكشف عمَّا يوتِّرها، ويقلقها.
٢- العلاج بالإرشاد النَّفسيِّ، مع تمكُّن المعالج من التَّحليل النَّفسيِّ، وأساليب تحليل الشَّخصيَّة.
٣- العلاج بالقراءة، وخصوصًا القرآن الكريم، والأدعية، والأذكار.
بإذن الله تعالى ستتجاوز الفتاة مستوى القلق، وستتكيَّف مع خوفها، وستتغلَّب عليه بعد حين.
أدمنتْ الزَّوجة قراءة سورة البقرة يوميًّا، وكان لهذا أثرٌ كبيرٌ عليها، ونفعتها ممارسة الرِّياضة، كما حصلتْ على عملٍ - ولله الحمد -، فانشغل وقتها، وقد حسَّن وضعَها بصورة كبيرة التَّطمينُ والإرشادُ النَّفسيِّان، وهي الآن هي
أمٌّ، وقد سكنتْ نفسُها لزوجها.