” الافكار القوية ”
في مقدمة النسخة الأصلية للكتاب هناك سر أذاعه بشكل غير مباشر شخص اسمه “كارنيجي” لمؤلف الكتاب، ويحاول المؤلف أن يوصله لقرّاء كتابه، وستجد في الكتاب قصصًا عدة لأثرياء نجحوا في تطبيقه فحازوا على ثرواتهم بسبب قوة الفكرة و طريقة تفكيرهم.
وفي التمهيد كأن المؤلف يستصغر التعليم في مقدمته الثانية، وفي تمهيد النسخة الحالية لابد من ذكر أنَّهُ نُشر الكتاب عام ١٩٣٧م، وهو أحد أعظم الكتب الملهمة، بيع منه أكثر من ١٥ مليون نسخة، عمل المؤلف صحفي يكتب قصص نجاح المشهورين، حاول إيجاد وصفة للنجاح، ثم تحوّل مستشارًا لرجال الأعمال، فصار مليونيرًا، وخطوات “نابليون هيل” مجدية.
ذكر الكتاب في الفصل الأول قوة الفكرة، وتحدث عن “بارنز” الذي رغب في الشراكة مع “أديسون“: للثراء ١٣ مبدأً، وبدأتْ فكرة الشراكة بـ“الرغبة“، ولَم تكن رغبته عادية لتوقفه أي صعوبة في طريقه، يقول أديسون عنه: ولّد لدي انطباعًا أنه عازمٌ على نيل ما يسعى إليه، فمنحتها الفرصة، فبدايته كانت في عمل ليس ذات أهمية كبيرة لأديسون، ولكنه ذات أهمية كبيرة لـ بارنز، وبعد شهور تعزّزت فكرة الشراكة في عقله، يقول أطباء النفس: “عندما يكون شخصٌ مستعدًا حقًّا لشيء فإنّه يتجلى له“.
قد تأتي الفرصة في صورة سوء حظ أو هزيمة مؤقتة، ولعل الكثيرين لا يدركون أنها فرصتهم، لقد اخترع أديسون “الإديفون” وهو آلة مكتبية، فالتقط بارنز الفرصة، وعرض على أديسون تسويقها، وفعلًا نجح، وظهر شعار (من صنع أديسون وتركيب بارنز) فأصبح ثريًا، والأهم من الملايين التي كسبها أن الدافع وليد الفكرة ويمكن تحويله إلى مال، وبدأ بفكرة فيها رغبة عارمة بسبب قوة الفكرة في الأسواق.
وتحدث أيضًا عن فترة صعود الذهب، حيث كانت المهمة صعبة، ولكن كانت الرغبة جارفة، وبعد أسابيع اكتشف الذهب فأخبر أهل قريته لمساعدته وتم شحن الذهب، وكان في ذهنه بعد سداد الديون ستبدأ الأرباح، ولكن المفاجأة أنَّ الذهب قد اختفى بعد عدة شحنات، ثمَّ قرر الإنسحاب ولكن جاء من اشترى منه المعدات وجلب مهندسًا فاكتشف أن منجم الذهب تحت ثلاثة أقدام في الأرض.
أكثر من ٥٠٠ شخص أخبروا المؤلف أنهم حققوا نجاحًا بعد مواجهتهم الهزيمة والفشل بسبب قوة الفكرة، كما أشار إلى قصة “داربي“، الذي رأى عمه وهو يعيش من مزرعة كبيرة مع آخرين، حيث جاءته ابنة المؤجر وهي طفلة وقالت له: إنَّ أمي تريد ٥٠ سنتًا، فقال لها ليس لدي الآن المال، عودي للمنزل، فقالت الطفلة: حاضر سيدي ولكنها لم تبرح مكانها، وواصل عمله فالتفت فإذا بالطفلة مكانها، فقال لها: غادري الآن وإلا سأضربكِ، فقالت: حاضر سيدي، ولكنها لم تغادر، فجاءها مغضبًا وأتت له في وجهه وقالت له: إن أمي ستحصل على ٥٠ سنتًا، فتوقف العم وأدخل يده في جيبه وأعطاها المال، ثم تسمّر مكانه يتفكر كيف أن الطفلة هزمته، فأين أؤلئك الذين يدرسون فشلهم بحثًا عن المعرفة التي قد تقود للنجاح؟ وكيف يتعلم أن يحوّل الهزيمة إلى فرصة؟
أمضى الكاتب ٢٥ عَامًا في الأبحاث، ودرس أكثر من ٢٥٠٠٠ حالة ليعرف “كيف جمع الأثرياء ثرواتهم؟” فبعض الأشخاص تعودوا على القواعد التي لا تجدي نفعًا، فلم تعلق في ألسنتهم إلا كلمة “مستحيل“، وتلك هي إحدى نقاط الضعف.
كهنري فورد الذي كانت مهمته مستحيلة بحسب تصور مهندسيه، ولكنه أصرَّ فورد على نجاحهم، وبقوا أكثر من سنة وهم يحاولون حتى حصلت المفاجأة ونجحوا، كذلك بيل غيتس الذي تحوّل لأثرى رجل في أمريكا، حيث بدأ في برمجة أجهزة الكمبيوتر وهو في سن ١٣، ثم إلتحق بجامعة هارفارد، وكان يحلم أن يؤسس شركته الخاصة حتى لو ترك الجامعة، حتى جعل الكمبيوتر الشخصي ضرورة لكل فرد.
قال الشاعر: أنا سيد مصيري، أنا ربان روحي، ولكن هذا الشعر لا يميّز لنا بين الأفكار الهدامة والبناءة، وقبل جمع الثروة لابد أنْ نمغنط عقولنا برغبة عارمة بالثراء، كمثل تجربة ستيفن سبيلبرغ الذي دخل زائرًا لاستديوهات يونيفرسال، حتى عقد علاقة مع الحارس، فداوم على الذهاب للاستيديو لثلاثة أشهر وعمل لنفسه مكتبًا، حتى التقى بـ “شينبرج” وعرض عليه مشروع الأفلام في الجامعة فوافق، نجح أول فيلم له ولكنه تعثر أمام شباك التذاكر، فلم ييأس، فعمل فيلم الفك المفترس، فحصد ٦٠ مليون بشكل استثنائي، ثم تتالتْ النجاحات ولم تتوقف قوة الفكرة.