العلاقة بين الشريعة والطريقة
يعتقد المتصوفة أن ثمة قطب في كل زمان، فلهم اعتقاد بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وبعض الإئمة عليهم السلام كأمير المؤمنين عليه السلام والإمام الرضا عليه السلام لم يكشفوا عن مسائل السير والسلوك إلا لأفراد خاصين ممن لهم الطرفية المناسبة، وحُملت هذه الاسرار عبر الدهور، يحملها قطب في كل عصر.
1. العلاقة الأولى: الشريعة هي الأحكام الشريعية كالحلال والحرام، في قشر الدين أنت باطنه فهي الطريقة التي هي الأسرار الإلهية وهي عند أصحاب السر، فالعلاقة الأولى عند بعضهم أن الطريقة فرع الشريعة، فلذلك يكون الالتزام الكامل بالشريعة ومجموعة الآداب والمسائل التي تدعى بالطريقة.
2. العلاقة الثانية: التي يؤمن بها بعضهم وهي عدم الحاجة للشريعة بعد الوصول إلى الطريقة، لأن هدف الشريعة الوصول للطريقة، فحين إدارك الطريقة فلا حاجة للشريعة، فلذلك بعضهم لا يصلي. ويتمسكون بأدلة منها قوله تعالى (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)
عقيدة القطب في كل زمان لا تنسجم مع معتقدات الشيعة الصحيحة، فلا يكون ذلك في كل زمان إنسان كامل غير المعصوم عليه السلام، كما أن المتصوفة يقولون بوجود صاحب الزمان النوعي لا الشخصي.
الحاجة إلى أستاذ
هل هناك حاجة ماسة وملحة لِمَنْ يسير إلى الله ويخطو في وادي العرفان ويطوي طريق السير والسلوك ؟
هل يحتاج السالك للنظر في المصنفات العرفانية ؟
للإجابة فلابد من ملاحظة أن التهذيب الأخلاقي يشبه كمال الأجسام ومداواة الأبدان، فعند المرض لابد من مراجعة الطبيب الحاذق، وبعد التشخيص يصف له الدواء المناسب، وكذلك في الزمن السالف كان في البلدة حكيم أو حكيمان قط ويصفون للناس كل أنواع المرض حتى التفسير والعصبي، واليوم مع الدقة في التخصصات اختلف الوضع، وكذلك الرياضيون فكل شخص متخصص في مجال معين.
والتربية الروحية لا تختلف عن الطبابة البدنية، فإذا وُجد أشخاص قد قطعوا الطريق ووصلوا إلى مقامات عالية ولهم القدرة على التربية فمن الجيد الاستفادة من تجاربهم، وإرشاداتهم.
يقول السيد القاضي: إن أهم ما يلزم في هذا الطريق هو الأستاذ الخبير البصير، التارك لهواه، الواصل إلى معرفة الله)
وكان يقول (لو أن طالب السير والسلوك في طريق الله قضى نصف عمره في البحث عن الأستاذ الذي يدّله على هذا الطريق، فإن ذلك يستحق هذا الثمن).
قال (مَنْ وجد الأستاذ فقد قطع نصف الطريق)
لكن ندرتهم وقلتهم لا تعني إعاقة الطريق، فالاطلاع على الكتب والتوصيات التي دونها كبار العرفاء، تنفع في فتح الطريق.
من العظماء: الملا حسين قلي الهمداني – الشيخ محمد البهاري – السيدأحمدالكربلائي
من الكتب: تذكرة المتقين – زاد السالك – معراج السعادة – المحجة البيضاء – الحقائق– جامع السعادات .
توصيات : الشهيد الثاني – المجلسي الأول – الفيض الكاشاني.
فالاستاذ ملّحٌ في المراحل المتقدمة من السير والسلوك لأن السقوط في تلك المراحل قد تؤدي إلى الكفر.