سؤال ١ : لماذا لا نستفيد من المناهج العملية للآخرين للفرق الأخرى كالعرفان الهندي أو البوذي مثلًا؟
طريقتهم في التركيز مثلا والتي يستفيد منها العرفاني أيضًا كالتركيز على شعلة شمعة، حيث تتحول إلى الانقطاع إلى الله.
من الغباء التصور إن بتلك التمارين يمكنك الوصول لأمر لا يمكن نيله بالعمل بالشريعة وتعاليم الإسلام.

سؤال ٢: هل العرفان حكر على علماء الدين فقط ؟
لا إحتكار ولا تخصص، نعم المفترض أنهم أعرف بحسب تخصصهم.

سؤال ٣: قلنا بضرورة الشمولية طيب عندما لا أستطيع السير بما يشمل كل جوارحي وجوانحي ماذا يحصل ؟
هذا توجه شيطاني عندما يقول الانسان لا يستطيع التوجه لله بكل أبعاده يعني لا يستطيع الالتزام بكل أحكام الشريعة، فالمقصود التوجه لله تعالى بكل أبعاده إنما هو العمل بجميع أحكام الشرع ليس إلا.

السبيل إلى نيل المقامات العرفانية

نقل المؤلف حديثًا قدسيا في عدة الداعي وهو : “يا ابن آدم أنا غنيٌّ لا أفتقر، أطعني فيما أمرتك أجعلك غنيًا لا تفتقر، يا ابن آدم أنا حيٌّ لا أموت، أطعني فيما أمراك أجعلك حياً لا تموت، يا ابن آدم أنا أقول للشيء كُن فيكون، أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون”.

الاستفادة من العقل والنقل:

لابد أن تعرف وضعك أيها الانسان الحالي ومنتهاك أن تصل لله تعالى، وهنا السؤال: كيف يمكنك أن تطوي هذا المسير لتصل ؟
فلابد أن ينسجم الطريق مع فطرة الإنسان لأن العرفان ميل فطري، وكل ما يخالف ذلك يدل على انحرافه، وهناك سبيلان لمعرفة الطريق وهما العقلي والنقلي:
الأول: ما أتى به الأنبياء جميعًا عليهم السّلامُ ولنضع في الاعتبار تحريف شرائعهم وتعاليمهم، فالاعتماد على ما جاء له القرآن الكريم ورسول الله صلى الله عليه وآله ومن بعده أوصياؤه الطاهرون عليهم السلام، فإن ما يحتاجه البشر لبلوغ سعادة الدارين يوجد أساسه في القرآن وتفاصيله في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله أهل بيته المعصومين عليهم السلام.

الثاني: العقلي، وليس المقصود طَي السير عن طريق العقل لأن العرفان شهود، وإنما العقل يدلنا على الطريق ليس إلا، والمقصود هو التوصل إلى معرفة المعالم والأمارات الكلية لطريق الحق وتحديد المقاييس والمعايير للتمييز بين الطريق الصحيح والخطأ.

الطريق النقلي في متناول العامة

لا يمكن أن يبخل الله سبحانه على عباده دون بيان طريق سعادتهم ونجاتهم، فالمعرفة لها مراتب ودرجات فليس كل شخص يدرك كل شيء بل بما يتناسب وقابلياته، كذلك الهداية وإراءة الطريق من جانب الله سبحانه تكون بالشكل الذي يتلاءم وظرفية العبد وقابلياته.
ينحصر الطريق في القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وآله ومرويات أهل البيت عليهم السلام، وأطال الحديث في شرح “عدم الاستقلال عن الله تعالى” و”لا سواه مستقل”، وأكبر حاجب عن الله سبحانه ومانع عن السير والسلوك نحوه جل وعلا هي النفس، فالمعضلة أن تطيع نفسك أو تطيع ربك، ففي دعاء أبي حمزة “وأنك لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الأعمال دونك”.