النمذجة الذاتية
تتضمن النمذجة الذاتية مطالبة الوالدين بتسجيل صوتي أو تسجيل فيديو لطفل وهو يتحدث بوضوح وبشكل جيد في وضع مريح مثل المنزل، ثم يتم إعادة التسجيل في حالة التحدث ذات التردد المنخفض قد يكون الآخرون حاضرين كأفراد الأسرة، يُمنح الطفل مدحًا لفظيًا كبيرًا أو دوافع ملموسة خلال هذه العملية لمكافأة وضوح صوته وحجمه وجماله، ينظر الطفل إلى نفسه على أنه نموذج للكلام المناسب والمسموع، وتهدف العملية أيضًا إلى مكافأة الكلام وتخفيف الشعور بعدم الراحة، ومساعدة الطفل على إدراك أنه لن ينتج عن التحدث علنًا أي عواقب سلبية.
إدارة الطوارئ
تركز الأساليب الموصوفة حتى الآن بشكل كبير على أعراض القلق لدى الطفل، لكن بعض الأطفال يظهرون ميولًا أكثر نحو المعارضة من خلال رفض التحدث في المواقف العامة، وتعتبر إدارة الطوارئ جانبًا رئيسيًا من التدخل في هذه الأنواع من الحالات، ويمكن أيضًا استخدام نفس النهج للأطفال القلقين أثناء الممارسات القائمة على التعرض، وتشير إدارة الطوارئ إلى إنشاء مكافآت ومثبّطات لخطاب الطفل أو رفض الطفل للتحدث، وعادة ما يتم تقديم هذه المكافآت والمثبطات من قبل الآباء والمعلمين والشخص المسؤول بشكل أساسي عن التعامل مع تدخل الطفل.
وغالبًا ما تكون المكافآت والمثبطات موجهة نحو تكرار الكلام وإمكانية سماعه على الرغم من أنها يمكن أن تستهدف أيضًا السلوكيات التعويضية أو السلوكيات الإشكالية الأخرى مثل نوبات الغضب أو التشبث، ويمكن أن تكون المكافأة أكثر طبيعية كمطالبة الطفل في صالة الآيس كريم بالكلام المناسب يؤدي إلى الآيس كريم ورفض الكلام يؤدي إلى عدم الحصول عليه.
الهروب التعزيز السلبي
أسلوب سلوكي آخر لحالات الصمت الانتقائي التي تنطوي على ميول معارضة هو التعزيز السلبي، يشير التعزيز السلبي إلى مكافأة السلوك عن طريق إزالة العواقب البغيضة، وفي هذا النهج يُطلب من الطفل الجلوس في موقف حديث منخفض التردد كمكتب والده لفترة طويلة من الوقت حتى يتكلم كلمة واحدة، ثم يُسمح له بالمغادرة وبالتالي فإن الحديث سيسمح للطفل بفرصة للهروب من موقف ممل ومسبب للضغط (التعزيز السلبي)، ومع ذلك يمكن أن تستمر هذه العملية عدة ساعات، وليس هناك ما يضمن أن الطفل سيتحدث، وإذا لم يتم اختبار النهج جيدًا فإنه سيكون مرهقًا وغير فعّال.
التدريب على اللغة
نوع فرعي رئيسي آخر من الخرس الانتقائي يشمل الأطفال الذين يعانون من مشاكل في اللغة أو التواصل، قد يستفيد هؤلاء الأطفال من الصوتيات أو أي تدريب لغوي آخر يمكن دمجه في الممارسة القائمة على التعرض، والفتاة التي لا تتحدث حتى في المنزل يتميز حديثها بضعف السمع وضعف النطق، يمكن أن تستفيد من استخدام الإيماءات لتقليد الأصوات ثم ممارسة أصوات أخرى للكلمات الأساسية المكونة من ثلاثة أصوات مثل “ضيف“، يمكن أن تتقاطع هذه العملية مع الممارسة القائمة على التعريض الضوئي من خلال جعلها تتكلم في البداية بالكلمات ثم يتقدم لاحقًا إلى كلام الهمس وحجم الصوت الطبيعي، كما يمكن أن تتضمن اللغة وأنواع التدريب الأكاديمي الأخرى أيضًا تعاونًا وثيقًا مع أخصائي علم أمراض النطق ومعلمي التعليم المتخصصين لبناء لغة واضحة وتعميم الكلام.
تدخلات أخرى
تم استخدام تدخلات أخرى للأطفال المصابين بالخرس الانتقائي، ويشير التدريب على المهارات الاجتماعية إلى بناء المهارات الأساسية مثل إقامة التواصل البصري والحفاظ عليه، وبدء المحادثات والمحافظة عليها بشكل فعال، وتقديم الذات إلى الأقران، قد يكون مثل هذا التدريب مفيدًا للأطفال المصابين بالخرس الانتقائي الذين أعاق الاضطراب تنمية مهاراتهم الاجتماعية وصداقاتهم، لذا يمكن توسيع التدريب على المهارات الاجتماعية ليشمل أيضًا المهام الأكاديمية الاجتماعية مثل طرح سؤال أو الإجابة عليه في الفصل، أو الاستجابة للتعليمات في اختبار معياري، أو المشاركة في الرياضة أو فصول تخصصية أخرى.
يشير العلاج الأسري فيما يتعلق بهذه الفئة من السكان إلى تثقيف أفراد الأسرة حول الخرس الانتقائي، واستكشاف أنماط التواصل الأسري، ومعالجة العلاقات بين الوالدين والطفل المتشابكة أو المفرطة في السيطرة، وتقليل ضغط أفراد الأسرة على الطفل للتحدث، قد لا يكون لديك الوقت أو الموارد لإجراء علاج عائلي رسمي من أجل حالة معينة من الخرس الانتقائي، ولكن معالجة دينامكيات الأسرة إلى حد ما في العديد من هذه الحالات أمر بالغ الأهمية للنجاح، ويمكن معالجة هذه الديناميكيات غالبًا في سياق ممارسات إدارة الطوارئ.
لم يتم اختبار العلاج الجماعي على نطاق واسع للأطفال المصابين بالخرس الانتقائي ولكنه يتضمن إجراء العديد من الإجراءات الموصوفة هنا للعديد من الأطفال في وقت واحد، يمكن للأطفال في المجموعة الاستفادة من خلال نمذجة إنجازات الآخرين أو الانخراط في التعرض معًا، ويمكن للأطفال أيضًا ممارسة المهارات الاجتماعية على بعضهم البعض، والميزة الرئيسية للعلاج الجماعي هي فعاليته من حيث التكلفة ويمكن رؤية العديد من الأطفال في وقت واحد، والجانب السلبي المحتمل هو أن الأطفال قد يتقدمون بسرعات مختلفة، وقد لا يكون لديك عدد كافٍ من الأطفال المصابين بالخرس الانتقائي في مدرستك لتشكيل مجموعة.
وأخيرًا يشير التدخل الدوائي إلى استخدام الأدوية، ولقد وجد بعض الباحثين أن مضادات الاكتئاب والأدوية الأخرى يمكن أن تساعد بعض الأطفال المصابين بالخرس الانتقائي الشديد، وقد تساعد الأدوية في تقليل القلق أو الاكتئاب الذي يعيق الكلام، على الرغم من أن الآليات الأخرى قد تعمل أيضًا، وقد تكون الإحالة إلى طبيب أطفال أو طبيب نفسي ضرورية في بعض الحالات الصعبة للغاية من الخرس الانتقائي.
التعليقات النهائية وماذا بعد
الصمت الانتقائي والإحجام عن الكلام من المشاكل المعقدة والصعبة التي يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة على الطفل، تتمثل الخطوة الأولى في مخاطبة الطفل بهذه المشكلات في الفهم الكامل لأشكال ووظيفة السلوك بالإضافة إلى المتغيرات السياقية التي قد تساهم في السلوك، مع التركيز بشكل خاص على الأسئلة الرئيسية التي يمكنك طرحها بالإضافة إلى الطرق الأخرى الموفرة للوقت لجمع البيانات مثل الاستبيانات وأوراق العمل.
