كلُّ المشاعر السلبية هي أشكال أساسية من الخوف، مثل الخوف من فقدان الثقة والخوف من عدم البقاء وفقدان الأمان وغيرها، وأكثر المشاعر السلبية مصحوبة بحكم سلبي فيتم قمعها أو كبتها أو اسقاطها، والقمع والكبت والإسقاط كلها ديناميكيات هدَّامة، وتتسبب في حدوث ضغط تدريجي وتدهور في العلاقات.
نحن جميعًا متصلون ببعضنا على المستوى الروحي والنفسي والحدس، ومشاعرنا مقروءة ومعروفة لدى الآخرين، وقد لا نكون مدركين لهذا على المستوى الواعي، ولكن سلوكهم معنا يكشف معرفتهم لميولنا ومشاعرنا تجاههم، وعند إدراك ذلك ستبدو منطقية في كثير من الأمور التي تحدث في حياتنا، وعلينا أنْ نتذكر قبل أنْ نتفحص مشاعرنا السلبية أنَّ هذه المشاعر هي ليست ذاتنا الحقيقية وأنها برمجات مكتسبة توارثناها كوننا بشر ولا أحد مُعفىً عنها فالجميع يملك (الأنا)، فالقدرة على مراقبة مشاعرنا تتطلب الحياد، وعند التخلي عن شعور ما فإنه يستبدل بشعور أعلى “التحلية“، والغرض الوحيد من التعرف والاعتراف بشعور ما، هو الاستعداد للتخلص منه، وإذا ما واجهتنا صعوبة في التخلص من أي شعور فإنّ مجرد النظر في نية ماوراء هذا الشعور يساعدنا على ذلك.
الشعور بالذنب “لوم النفس المَرَضِي“
الشعور المفرط بالذنب حول أمور الحياة العادية، هو القلق من كونك مصدر ازعاج للآخرين واستخدم العقاب الذاتي بغرض الهروب من الألم ونيل التسامح، وهذا هو غرضُ اللاوعي من الشعور بالذنب، ومن خلال التمسك به فإنَّنا نجلب لأنفسنا انتقادات الآخرين واستخفافهم بنا، وبهذا فإنَّ تقديرنا المنخفض لذاتنا يوجّه إلينا من خلال الآخرين على شكل الحطِّ من قيمتنا وانتقادنا، وإذا ما أردنا أنْ يتوقف الآخرون عن انتقادنا ومهاجمتنا فإنَّ الحل هو أنْ نبدأ بإبعاد الشعور بالذنب وكل المشاعر السلبية الأخرى، مثل الكراهية والغل والغضب والغيظ والانتقام والعنف، حيث يظهر الخيال الكامن وهو الطرد والنفي والقتل والتدمير والجرح والإضرار والتخويف والتهديد.
سوف تتمظهر تلك المشاعر على شكل الانتقاد والإحراج والاستياء والعبوس وإطلاق أحكام سلبية على أنفسنا أو على الآخرين، وتأتي تبعًا لها مشاعر الشفقة على الذات والغم واليأس والعجز من الحديث الداخلي (لا أستطيع)، وهدفها هو إثارة الشفقة والتعويض وكسب التأييد وجعل الآخرين يشعرون بالأسف ولطلب المساعدة، وقد يصاحب ذلك كله التوتر والقلق أو الخجل.
والغاية من ذلك هو الهروب من تهديد مُتَخيّل غير حقيقي، و وضع مسافة نفسية تبعدنا عن الموقف أو الشخص الذي نخافه، وللخروج من هذا الشعور علينا أنْ ننظر إلى أسوأ سيناريو محتمل وننظر الى المشاعر التي يثيرها ونبدأ بالتخلص منها وتفكيك الخوف إلى أجزائه المكونة له.