” المثابرة و النجاح “
للقدرة على اتخاذ القرار يجب التغلب على التسويف، فالعجز عن اتخاذ القرار هو أكثر سببًا للفشل، أهم سمات “فورد” اتخاذه القرارات بسرعة وحسم حتى وُصف بالعنيد، واحذر من أصدقائك المقربين لأنهم عادة يعرقلون دون قصد، ويمكنك أنْ تخبر العالم بما تنوي فعله ولكن نفّذْه أولًا، فاتخاذ القرار يتطلب شجاعة كما فعل “لينكولن” فقد اتخذ قرار تحرير العبيد مع احتماله أنَّ ذلك سيقلب عليه آلاف الأصدقاء، وكذلك سقراط عندما شرب السم، ثم يتابع المؤلف سرد مجموعة قصص تتعلق باتخاذ القرارات الشجاعة.
(الخطوة الثّامِنة): الجهد المستمر لتوليد الإيمان والمثابرة
فالمثابرة أساسها قوة الإرادة، وهي السمة التي تفرق بين الكربون والفولاذ، وقلت عندي أن عدم المثابرة هي نقطة ضعف عند أغلب الناس، مع المثابرة يأتي النجاح.
فمثلا “بروس لي” بعد ما تدرّب في الصين وأصبح معلمًا للفنون القتالية سافر الى أمريكا رغبة في أن يصبح ممثلًا مشهورًا، وبعد تمثيله عدة أدوار هامشية أتته الفرصة عندما بحث أحد المنتجين على ممثل يتقن الفنون القتالية ليكون بطل لمسلسل كونفو، ولكنَّهُ تفاجأ أنَّهم اختاروا ديفيد كارادين فأصيب بالإحباط وقرّر الانسحاب، ولكن أتته مئات الرسائل من الصين تطلب منه مواصلة الدرب، وفعلًا واصل التمثيل في أدوار بسيطة، ثم في الأفلام حتى أصبح نجمًا لامعًا لا يمكن أن ينسى حتى اليوم.
المثابرة حالة ذهنية بحاجة إلى صقل، وترتكز على: تحديد هدف واضح والاعتماد على النفس بشكل أساسي في قوة إرادتها، و أنْ تتحول المثابرة إلى عادة، الآن تفكّر في نفسك كم تحمل من المثابرة؟
ما يسبب الفشل في المثابرة هو: عدم معرفك هدفك – التسويف وما أدراك ما التسويف – التردد ويا له من مصيبة – الرضا عن النفس ويا له من طامة – الخوف من النقد.
فـــــ “مونا جهان” مؤسّس مطاعم دومينو، بدأ من محل واحد في أمريكا حتى انتشر في كل العالم، ثم تفرغ للعمل الخيري وباع مطاعمه فتراجعت ثم عاد إليها واستطاع أنْ ينعشها من جديد.
كذلك قصة “هوارد شولتز” رجل “ستار بوكس“، كان مسوّقًا لموزع قهوة صغير، وكان عمره ٢٩ سنة، سافر لإيطاليا ولاحظ مدى أهمية القهوة عند الإيطاليين في حياتهم الاجتماعية، بعدها تحدّث الكاتبُ عن قوة العقل المدبر والقوة المدافعة.
وذكر أنْ القوة هي المعرفة المنظمة والموجهة بذكاء، ومصادر المعرفة هي الذكاء – الخبرة – التجربة، والعقل المدبر هو تنسيق المعرفة والجهد بروح متناغمة بين شخصين أو أكثر لأجل تحقيق هدف معين، في الكون عنصران معروفان (الطاقة والمادة)، والعقل البشري أحد أشكال الطاقة.
ذكر قصة هنري فورد الذي بدأ حياته في مواجهة الفقر والأمية وخلال ٢٥ سنة تغلب على كل ذلك وأصبح من أثرى أغنياء أمريكا، وعلى الأرجح أن غاندي أقوى رجل عاش على هذه الارض، حيث حشّد أكثر من ٢٠٠ مليون شخص في هدف واحد دون إرغام.
و “روس بيروت” كان رجل مبيعات في شركة IBM الشهيرة، لكن كانت لديه رغبة في الثراء فأسّس شركة EDS إلكترونيك داتا سيتمز، واستطاع منافسة IBM.
سر تحويل الطاقة الجنسية: إن تحويل الطاقة الجنسية بسيطٌ ويسهلُ شرحُهُ، ونعني به تحويل التركيز من التعبير الجسدي إلى أفكار ذات طبيعة أخرى، والرغبة الجنسية أقوى الرغبات بحيث يطوّر الانسان خياله وشجاعته وإرادته ومثابرته ابداعيًا، و هذا يحوّل في اتجاه آخر حيث كشفت الدراساتُ أنَّ الرجال أصحاب الإنجازات هم من يمتلكون طبيعة جنسية متطورة، وفِي العادة متأثرون من امرأة.
فيما يخص المحفزات العشر للعقل فقد حدّدهم الكاتب في: الرغبة في التعبير الجنسي – الحب – الرغبة في الشهرة والمال – الموسيقى – الصداقة – العقل المدبر – المعاناة المشتركة – الإيحاء الذاتي – الخوف.
ملاحظة ضرورية: يعتمد هذا الكتاب في تفاصيل علاجاته على التقنية الشهيرة وهي “التعرض وعدم الاستجابة” والرضا بالواقع الذي تعيش، مع ذلك يتضمن بعض المخالفات العقائدية لكونه بعيدًا عن الدين الإسلامي الحنيف، فلذلك ننصح مَنْ يحب أنْ يقرأ الكتاب أنْ يتنبّه لتلك الجنبات العقائدية المغلوطة.