التنفس الهاديء هو طريقةٌ يتدربُ عليها الفردُ لتخفيض مستوى التوتر والقلق والأرق، ويمكن الانتفاع من هذا الأسلوب في تشتيت الإنتباه ضد الأفكار اللاطوعية، والوصول لأقصى درجة ممكنة من التَّناغم بين الروح والجسد.
فرضية العلاج بالتنفس الهاديء
إنَّ الشعُورَ بالقلق أو الأرق أو الهلع يغيّرُ من التنفس فيجعله أسرع وأقصر وأقل عمقًا وأثقل فكذلك إذا جعلنا عملية التنفس بصورة أبطأ وأطول وأكثر عمقًا وأسهل تُسهِمُ في تحسين الصحة النفسية، فبين العواطفِ والتنفسِ عمليةٌ تبادليةٌ، كلٌّ منهما يؤثّرُ في الآخر.
ميزات العلاج بالتنفس
هي طريقةٌ سهلةٌ وبسيطةٌ يمكنُ استخدامُهَا في أي مكانٍ وأي وقتٍ وخصوصًا حينما يكونُ المريضُ وحيدًا وليس معه مَنْ يقدّمُ له يدَ المساعدة، وهي أسلوبٌ مؤثّرٌ في اكتشاف أنَّ الجسدَ مرتبةٌ من مراتب النَّفس، فهو يوجدُ مساحةً كافيةً من صفاءِ الذّهن والتأمل والاسترخاء، وهذه الأمورُ ضروريةٌ للشعور بالطمأنينة والتناسق بين عمل الروح والجسد.
مجالات استخدام التنفس الهاديء
يستخدم التنفس الهاديء كطريقة للاسترخاء وتهدئة الجسم والعقل، خصوصًا في ظروف التي يعاني فيها الإنسان من نوبات الهلع، حيثُ يلعبُ التَّنفسُ السَّريعُ دوْرًا في تأجيج الخوف، وكذا حينما يمرُّ الشخصُ برهابِ التواجد في الأماكن العامة، أو رهاب قيادة السيارات، بل وتنفعُ حتى لإجهاد ما بعد الصدمة، في كل هذه الحالات نحتاجُ إلى تحسين وصول الأكسجين وهذا يتمُّ بكفاءةٍ عند استخدام التنفس الهادي، كما وأنَّها طريقةٌ فعَّالةٌ تُستخدمُ لِمَنْ يعانِي من رهاب الصُّعودِ على المنصة ومخاطبة الجمهور.
خطوة التدريب الذاتي
الأمر المطلوب في كل الحالات الآنفة هو أنْ تتوقفَ لتضبطَ وضعَكَ الحيوي والنفسي، وتمنحَ نفسَكَ بِضعَ دقائق للتنفس الواعي.
طريقة التنفس الهاديء
١- خُذْ نفسًا بطيئًا من خلال الأنف ولمدة 4 ثوانٍ تقريبًا.
٢- أحبسْ أنفاسَكَ لمدة ثانيتين تقريبًا.
٣- اخرج النَّفسَ عبر عملية الزفير ببطءٍ من خلال الفم لمدة أكثر من 4 ثوانٍ.
٤- انتظرْ من ٥ إلى ٧ ثوانٍ لتكرار العملية .
٥- كرّر العمليةَ خمسَ إلى عشرِ مراتٍ.
النشاط النفسي أثناء طريقة التنفس الهاديء
الأرق أو القلق أو الرهاب والهلع سببُهُ الكبتُ والتفكيرُ، ومتى توقفَ التفكيرُ زالَ كلُّ هذا، ولذا عند استخدام التنفس الهاديء ينبغي أنْ نسمحَ للطاقة بالتدفق مع كل جرعة من جرعات الزفير، بحيثُ يمكنُ تصريف فائض الطاقة المقموعة والمحبوسة داخل الجسم، يمكنك أنْ تتخيلَ وأنت تطلقُ الزفيرَ أنَّكَ تهدي النباتات محبتك لأنَّها تتنفس ثاني أكسيد الكربون، وكذالك حينما تستنشقُ منها الشهيقَ أنْ تأخذ عربون محبتها.
يلاحظ أنَّهُ يمكن لاستخدام التنفس الهاديء المساهمة في تغيير طباعك، فهو طريقةٌ ناجعةٌ في إزالة غضبك، حاولْ أنْ تتوقفَ في أوج نوبةِ الغضب لتتنفسَ ولتراقبَ الغضبَ وهو يعملُ في حيويةِ جسدِكَ، مع استخدام هذا التمرين ستجدُ أنَّكَ بدأتَ السَّيطرةَ على الغضب أيضًا، ولذا عند ممارسة التنفس قم بإيصال رسائلك الايجابية للعمق، ويمكنك استخدام طريقة التنويم الايحائي وإيصال رسائل ايجابية لعقلك الباطن في كل تمرين من تمارين التنفس الهاديء، رسائل تستهدف اجتثاث جذور الكآبة وزرع بذور السعادة.