معلومات عامة عن الجن

قال تعالى (وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ) سورة الحجر، آية ٢٧

فهم الناس عن الجن

الانسان لكونه لا يرى الجن ولكنه يرى آثار يوزعها للجن وهي أضرار نفسية وجسدية ، لذلك صدق بوجودها 

الأثر الكبير للجن

هو تخريب العلاقات الفردية والاجتماعية، والإمعان في إحداث انحراف ودمار في البنية النفسية والاجتماعية، وليس في إحداث المرض أو المس أو الجنون . 

إنكار التبرير بأن الإنسان مقهور للجن

الجن له علاقة بالانسان وهي ذات آفاق متعددة، الشيطان من الجن وليس له سلطان، انما فقط يتسلط على من قرر أن يتابعه.

ماهية الجن 

الرازي، مفاتيح الغيب، ج١ ص ٧٦.

قولان: الأول أنها أجسام هوائية قادرة على التشكل بأشكال مختلفة ولها عقول وأفهام وقدرة على أعمال صعبة شاقة، والقول الثاني أن كثيرًا من الناس أثبتوا أنها موجودات غير متحيزة ولا حالة في المتحيز، وزعموا أنها موجودات مجردة عن الجسمية.

والذين يقولون: إنا أبصرناها أو سمعنا أصواتها فهم طائفتان: المجانين الذين يتخيلون أشياء بسبب خلل أمزجتهم فيظنون أنهم رأوها، والكاذبون المنحرفون.

الجن في القرآن والحديث

اعلم أن القرآن والاخبار يدلان على وجود الجن والشياطين، أما القرآن فآيات: الآية الأولى قوله تعالى: “وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ“ سورة الأحقاف، آية ٢٦، وهذا نص على وجودهم وعلى أنهم سمعوا القرآن وعلى أنهم أنذروا قومهم.

والآية الثانية: قوله تعالى: “وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ“ سورة البقرة، آية ١٠٢.

والآية الثالثة: قوله تعالى في قصة سليمان: “يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ“ سورة سبأ، آية ١٣.

وقال تعالى: “وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ، وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ“ سورة ص، آية ٣٨.

وقال تعالى: “وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِير، يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ“ سورة سبأ، آية ١٢.

والآية الرابعة: قوله تعالى: “يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ“.سورة الرحمن، آية 33والآية الخامسة: قوله تعالى: “إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ، وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ“ سورة الصافات، آية ٦.

سبب التسمية بالجن

إن لفظ الجن مأخوذ من الاستتار، ومنه الجنة لاستتار أرضها بالأشجار ومنه الجنة لأنها ساترة للانسان ومنه الجن لاستتارهم عن العيون، ومنه المجنون لاستتار عقله، ومنه الجنين لاستتاره في البطن ومنه قوله تعالى: “اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً“ سورة المنافقين، آية ٢ أي وقاية وسترً.

واختلفوا في الجن والشياطين فقيل

 قيل : الشياطين جنس، والجن جنس آخر كما أن الانسان جنس والفرس جنس آخر، قيل: الجن منهم أخيار ومنهم أشرار والشياطين اسم لأشرار الجن.

أدعية لصرف الجن

روى مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد قال: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وآله رأى عفريتا من الجن يطلبه بشعلة من النار كلما التفت رآه فقال جبرئيل عليه السلام: ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن طفيت شعلته وصرفته؟ قل: أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ينزل إلى الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يارحمن.

الدخول في بواطن البشر التلبس

المشهور أن الجن لهم قدرة على النفوذ في بواطن البشر، دليلهم، قوله تعالى: “لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس “قوله عليه السلام: إن الشيطان ليجري من بني آدم مجرى الدم. 

أنكر أكثر المعتزلة ذلك دليلهم: قوله تعالى حكاية عن إبليس: “وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي “صرح بأنه ما كان له على البشر سلطان إلا من الوجه الواحد، وهو إلقاء الوسوسة والدعوة إلى الباطل.

الجن كائن يأكل ويشرب وينكح

اتفقوا على أن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون، وأما الجن والشياطين فإنهم يأكلون ويشربون، قال صلى الله عليه وآله في الروث والعظم: إنه زاد إخوانكم من الجن“، وأيضا فإنهم يتوالدون قال تعالى: “أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِ“ سورة الكهف، آية ٥٠.

أمثلة توصف كيفية حصول الوسواس

١- أن القلب قبة لها أبواب تنصب إليها الأحوال من كل باب.

٢- أن القلب هدف ترمى إلي هالسهام من كل جانب.

٣- أن القلب مثل مرآة منصوبة يجتاز عليها الاشخاص فيتراءى فيها صورة بعد صورة .

٤- أن القلب مثل حوض ينصب  إليه مياه مختلفة من أنهار مفتوحة.

مداخل وساوس القلب 

  واعلم أن مداخل هذه الآثار المتجددة في القلب ساعة فساعة: 

إما من الظاهر كالحواس الخمس، وإما من الباطن كالخيال والشهوة والغضب والاخلاق المركبة في مزاج الانسان فإنه إذا أدرك بالحواس شيئا حصل منه أثر في القلب، وكذا إذا هاجت الشهوة أو الغضب حصل من تلك الأحوال آثار في القلب، وأما إذا منع الانسان عن الادراكات الظاهرة فالخيالات الحاصلة في النفس تبقى وينتقل الخيال من الشيء إلى الشيء وبحسب انتقال الخيال ينتقل القلب من حال إلى حال، فالقلب دائما في التغير والتأثر من هذه الأسباب وأخص الآثار الحاصلة في القلب هي الخواطر.

تعريف الخواطر

 كل ما يعرض فيه من الأفكار والأذكار وأعني بهذا إدراكات وعلومًا إما على سبيل التجدد وإما على سبيل التذكر، فإنما تسمى خواطر من حيث أنها تخطر بالخيال بعد أن كان القلب غافلاً عنها، فالخواطر هي المحركات للإرادات، والإرادات محركة للأعضاء.

الخواطر إلهام ووسواس

ثم إن هذه الخواطر المحركة لهذه الإرادات تنقسم إلى :

ما يدعو إلى الشر أعني إلى ما يضر في العاقبة، إلى الخير أعني ما ينفع في العاقبة، فهما خاطران مختلفان فافتقر إلى اسمين مختلفين: فالخاطر المحمود يسمى إلهاما، والمذموم يسمى وسواسا.

تصوير لحديث النفس

أن الانسان إذا جلس في الخلوة وتواترت الخواطر في قلبه فربما صار بحيث كأنه يسمع في داخل قلبه ودماغه أصواتا خفية وحروفا خفية وكأن متكلما يتكلم معه ومخاطبا يخاطبه، وهذا أمر وجداني يجده كل أحد من نفسه.

المتصور الأولك قوى من النفس ومرتبة تكلم قوى تصدر هذه الكلمات وينبع منها هذا الحديث النفسي.

المتصور الثاني: المتكلم هو الجن والشياطين فهو يلقيها في الروع نتيجة لاستعداد النفس لتلقي تلك الصور. المتصور الثالث: الملك الملك هو من يلهم ويحدث ويلقي في الروع .

المتصور الرابع: لله تعالى يخلق تلك الحروف والأصوات.

الكائنات الموجودة غير المرئية

دلَّ القرآن على أن للملائكة قوة عظيمة على الأفعال الشاقة والجن أيضا كذلك،  إن الملائكة حاضرون عندنا أبدا وهم الكرام الكاتبون والحفظة، ويحضرون أيضا عند قبض الأرواح وقد كانوا يحضرون عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وإن أحدا من القوم ما كان يراهم، وكذلك الناس الجالسون عند من يكون في النزع لا يرون أحدا.

هل يعلم الجن الغيب

(وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُور فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) سورة سبأ، آية ١٢. 

فلا يعلم الجن الغيب بدليل قوله تعالى “مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ“سورة سبا، آية ١٤.