تعريف و وصف الصمت الانتقائي
ترفض علياء التحدث مع أشخاص غير مألوفين حتى في المنزل، الوحيدون الذين تتحدث علياء إليهم هم والداها، تتحدث على انفراد مع والديها بصوت واضح ومسموع، ولكن عندما يكون شخص غريب بالقرب فإنها لا تتحدث وتختبئ خلف والدتها، إنها تستخدم الإشارات غير اللفظية مثل الإشارة والصوت المرتفع لجذب انتباه والديها في المواقف العامة، ويتواصل والداها معها عندما لا تتكلم.
يأتي أمجد من أسرة ثنائية اللغة، لا يتحدث إلى زملائه في الفصل أو المعلمين في المدرسة ولن تراه يتحدث في المواقف العامة الأخرى، إنما يتحدث كثيرًا في المنزل بصوت واضح ومسموع، وكأنه شخص مختلف تمامًا، أمّا في المواقف الاجتماعية العامة فيكون صوته رقيقًا وخافتًا، لديه صعوبة كبيرة في التحدث عندما يقترب منه الآخرون من النّاس، يصبح منزعجًا ويصعب عليه أنْ يحافظ على التواصل البصري، يبدو أمجد غاضبًا إلى حد ما ومضطرب في هذه المواقف.
يذهب عدنان إلى المدرسة ويؤدي أداءً جيدًا في المهام غير اللفظية، لكنه لا يتحدث في المدرسة، ويرفض الإجابة أو طرح الأسئلة في الفصل و القراءة بصوت عالٍ، والتحدث ضمن مجموعة صغيرة من زملائه، ولا يستخدم الحمام في المدرسة أبدًا، تواجه عدنان صعوبة في تكوين الصداقات ويقضي معظم وقته بمفرده، على الرغم من أنه ثرثارٌ في منزلهم، إلا أنه يصمت تمامًا عندما يكون لدى العائلة زوار.
لم تتحدث عفاف في المدرسة أبدًا، إنها تتحدث في المنزل فحسب، وتتجنب المحادثة المباشرة مع زوج والدتها، وكذلك عندما يكون أفراد من غير العائلة في المنزل، ستتحدث مع والدتها فقط، أصبحت المدرسة مؤخرًا صعبة للغاية نتيجة لرفض عفاف الكلام وانخفاض درجاتها، وتتجنب بشكل متزايد التفاعلات الاجتماعية خارج عائلتها المباشرة.
هل هذه الحالات مألوفة لك؟
الغرض من هذا المقال هو إلقاء الضوء على خصائص الأطفال والمراهقين الذين يعانون من الصمت الانتقائي والإحجام عن التحدث، وسيكون التركيز على الأساليب التي يمكن استخدامها لتقييم هذه الفئة من مساعدتهم على التحدث بصوتٍ واضح وبشكل متكرر، ويصلح هذا المقال للوالدين وقد ينتفع منه الأخصائيون الاجتماعيون في المدارس.
أنواع الحالات
الأفضل هي الحالات المعتدلة من الصمت الانتقائي، هذا يعني أن الإجراءات الموصوفة قد تكون أقل أهمية للأطفال الذين يتحدثون جيدًا في المدرسة، وبالمثل قد تكون الإجراءات الواردة أقل فائدة للحالات المستمرة من الصمت الانتقائي التي استمرت.
هذا المقال مفيد إذا لم يكن هناك سبب وجيه لخرس الطفل، إذا كان خرس الطفل ناتجًا عن تنمر أو تهديد حقيقي آخر للذات أو الممتلكات فيجب معالجة التهديد قبل استخدام الإجراءات الواردة، إلا إذا كان بعض الأطفال يواجهون مشاكل في التحدث بعد إزالة التهديد فإنه يتم تطبيق الإجراءات الواردة في هذا المقال.