الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): «لا ينبغي لمَن لم يكن عالمًا أنْ يعد سعيدًا».
الأب يتحدَّث عن ابنته بأنَّه قد اهتمَّ أيَّما اهتمام بتربيتها، فلذلك انتقى لها أفضل الرَّوضات، وأحسن المدارس الخاصَّة، وهي بنت ذكيَّة، ومرحة، وتحب زميلاتها، وتحصل على أعلى الدَّرجات، وفعلًا سرعان ما أتقنت اللُّغة الإنجليزيَّة، وهذا كان هدفًا أساسًا لوالديها، ولله الحمد تتحدَّث الآن معنا باللُّغة الإنجليزيَّة بطلاقة.
بعد مدَّة لاحظ أبوها أنَّه إذا تحدَّث عن الآخرة، أو الجنَّة، أو النَّار كانت تسخر، وتستهزأ، وتقول: هل ذهبتم إلى هناك، ورجعتم لتكونوا على يقين من وجود الجنَّة والنَّار؟!
ولم يقتصر رفضها للدِّين على العقيدة، بل نال السُّلوكيَّات الدِّينيَّة كالحجاب مثلًا!
يلاحظ عليها أبواها انزعاجها من لبس الطَّويل في الصَّيف، عندها لم يقف الوالدان مكتفي اليدين أمام ابنتهما، وفلذة كبدهما، بل اجتهدا حثيثًا لتعليمها الصَّلاة، لأنَّها قد بلغت التَّسع سنين، مع ذلك مازالا يعانيان معها، فحينما يتحدَّثان معها عن: إنَّ الله تعالى يرضى لهذا، ويغضب لذاك، فإنَّها لا تقبل!
ويلاحظان عليها غضبها، وانزعاجها، فكيف للوالدين أنْ يحافظا على عقيدة ابنتهم، ودينها، وسلوكها قبل أنْ تفلت؟
١- عدم التَّصديق بعقائد الإسلام.
٢- الرَّغبة في الانعتاق عن قيم المجتمع، وأعرافه.
١- عدم التزام الحشمة، والحجاب.
٢- الانفتاح على علاقات مع الجنس الآخر.
٣- تأخُّر البنت في التزامها بواجبات الدِّين كالصَّلاة، والصَّوم.
١- سبقتْ الرَّوضة الوالدين في تربية ابنتهما على مفاهيم تعادي الدِّين.
٢- الرَّوضات، والمدارس الخاصَّة يجب ملاحظة البيئة فيها، فإنْ كانت تناهض الدِّين وتعاديه، فيجب اجتنابها.
٣- التَّأمًّل في الحديث الشَّريف التَّالي، قال الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): «بادروا أولادَكم بالحديث قبل أنْ يسبقَكُم إليهم المرجِّئة». (الكافي 6/47)
٤- اختيار مدرسة تعتني بالدِّين، والقرآن الكريم كما تهتمَّ باللُّغة الإنجليزية، وضرورة الفصل فيها بين الجنسين.
٥- طريقة عرض الدِّين، والعقيدة على الطِّفلة قد يكون مجانِبًا للصَّواب، فقد لا يكون مناسبًا لغة التَّهديد لها، إذ قد تنفع مع غيرها، فعلى الوالدين معرفة أفضل الطُّرق المناسبة؛ لتعليم ابنتهما العقيدة والدِّين، أو أنْ يختارا لها جهة أخرى مؤهَّلة لتعليمها.
٦- علاقات الصَّداقة قد يؤثِّر عليها سلبًا، فيجب الانتباه.
٧- القنوات الفضائيَّة التي تتابعها يجب تنقيتها، فقد تكون ذات أثر في رفضها للحجاب.
٨- اجمالًا يجب توفير بيئة صالحة للبنت؛ لإعادة صياغة عقيدتها، ودينها.
نتوقَّع أنَّ الالتزام بالحلول المقترحة أعلاه سيكون له الأثر الطَّيِّب إنْ شاء الله تعالى على دين البنت، وربما عام دراسيٌّ واحد قادر على تصحيح المسار.
تمَّ نقل البنت لمدرسة أخرى تهتمُّ بفصل الجنسين، وفي منهاجها عناية بالدِّين الإسلاميِّ واللُّغة العربيَّة، كما سجلَّها أبوها في مراكز تعليم القرآن الكريم، والصَّلاة، كما أنَّ الأمَّ تتواصل دومًا مع جهات موثوقة؛ لتحصل على إجابات بعض المسائل الدِّينيَّة، وأفضل الطُّرق لإيصال المفاهيم الصَّحيحة لابنتها، ولله الحمد وله الشُّكر تحسَّن كثيرًا وضع البنت، إذ بدأت تتلو القرآن الكريم، وتلتزم – بدقَّة – بالصِّلاة، والصِّيام.