ذاكرتها مثقلة بهموم الطُّفولة، تطوف سلوكيَّات أبيها المنحرف عن الفطرة والإنسانيَّة في ذهنها على الدَّوام، لا يفارقها ما يقوله لها وهي طفلة ألَّا ربّ، ولا إله للكون!!، وهي تراه يعيش مع المخدِّرات، ويواصل ليله بنهاره، وفوق ذلك كلِّه يصطحبها لمجالس أصدقائه في سهرات المخدِّرات وهي في سنِّ الثَّامنة من عمرها!
في مجالس السُّوء تلك كان أصدقاء والدها يتحرَّشون بها في حال أنَّ والدها لا يحرِّك ساكنًا مع كلِّ ما يراه بعينيه، ولا شعور بغيرة مُطلقًا، أدخلتْ تلك المشاهد في نفسها الشُّعور بالعار، ومقت النَّفس، مع العلم أنَّها الآن سيِّدة محترمة، وقد تزوَّجت، ولديها – لله الحمد – أولاد، ولكن ثقل الماضي يفوق قدرتها، ويتغلَّب على طاقتها، هذه الشُّعور دفعها يومًا أنْ تفكِّر أنْ ترمي بنفسها وسط الشَّارع السَّريع؛ لتتخلَّص منه.
وقتها رأتْ وهي بين النَّوم واليقظة بعض الاشخاص النَّورانيِّين الذين أخذوا بيدها، فكلَّما ضغطت عليها الحياة لاحقًا اجتهدت أنْ يحضر أولئك النَّورانيِّين، وهي في هذا السِّنِّ تلحُّ عليها الأفكار الإلحاديَّة التي كان والدها يقولها لها، وترغب في الخلاص. الصمود أمام الانتحار
١- الشُّعور بالعار، وعدم القيمة.
٢- وسواس تسلطيٌّ.
٣- إحساس بالتَّعاسة.
١- ضعف التَّفاعل مع زوجها، وأولادها.
٢- فقد الشَّهيَّة.
١- ما تعاني منه هو وسواس قهريٌّ شيطانيٌّ، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾ (سورة الأعراف: 201).
٢- ضرورة التَّواصل مع أهل العلم؛ لتطمئنَّ على إيمانها بالله سبحانه.
٣- من أهم وسائل العلاج العمل بالضدِّ، بمعنى الانشغال بالزَّوج، والأولاد.
٤- الاشتغال بعلم نافع.
٥- ممارسة الرِّياضة، مع برنامج ترفيهيٍّ.
٦- مراجعة الطَّبيب النَّفسيِّ.
نتوقَّع عدم كفاية العلاج السُّلوكيِّ، بل ضرورة العلاج النَّفسيِّ أيضًا، فالسَّبب متجذِّر في نفسها، لأنَّه من الماضي السَّحيق، بالإضافة لعامل التَّربية، وربما أنَّ الأمَّ كانت تعاني من مشاكل نفسيَّة كذلك.
بعد مراجعة الطَّبيب المختصِّ تبيَّن أنَّ لديها مع الوسواس هلوسة، فالمرض لم يكن عصابي فقط، بل فيه علامات الأمراض الذهانيَّة لذلك احتاجت للبقاء في المستشفى.