لم يكمل العقد الثَّاني من عمره، وقد تزوَّج من امرأة متديِّنة، وأنجبا بنتين، وهو يعمل في شركة تستقبل العملاء من كلِّ الجنسيَّات، ففي إحدى المرَّات قد تلاطف مع امرأة أجنبيَّة، ولم تطل فترة التَّعارف بينهما حتَّى صارت بينهما الخلوة في شقَّتها، فارتكبا الفاحشة، واستمرَّ على التَّردُّد عليها، مع تكرَّر ارتكاب الفاحشة حتَّى انعقدت النطفة من الحرام!
ما إنْ حملَت المرأة إلَّا وجنَّ جنونُهُ، فتسربل بالخوف، وتمكَّن منه القلق! طلب منها مرارًا إسقاط الجنين، ولكنَّها كانت ترفض بشدَّة! وحاول مرَّة أخرى فكانت أشدُّ إصرارًا على عدم الإجهاض، فتودَّد لها شارحًا ظروفه، فمانعتْ، وبَذَل كلَّ بما في وسعه؛ كي تسقط المرأة الجنين، مع العلم أنَّ الرُّوح قَد ولجته!
وبطريقة وأخرى أُسقط الجنين عَمْدًا!! وهذه تعدُّ بحكم الشَّرع جريمة أخرى، وكذا في نظر القانون!
فماذا كانت نتيجة هذا الفعل الشَّنيع؟
لا نوم، فإذا نام لدقائق، فالكوابيس تذعره، والأحلام ترعبه، وما يراه في المنام يُؤذيه.
لاحظت زوجتُهُ عليه ذلك، ويبدو أنَّها تتحلَّى بذكاء غير طبيعيٍّ! ففي مرةٍ استيقظ مرعوبًا، فأخذته باللُّطف، والرَّحمة، وراحتْ تسأله عن سبب الوضع المُزري الذي تراه فيه، فلم يلبثْ أنْ اعترف لها بكلِّ تفاصيل الجريمة، جريمة ارتكاب الفاحشة عدَّة مرَّات وقَتْلِه الجنين، فلم تستطع الزَّوجة أنْ تتمالك نفسَها مع ما كان يعلوها من الهدوء، ففي الصَّباح أخذت البنتين وقليلًا من الحاجيات، وغادرت.
تضاعف القلق، وداعبته فكرة إقامة الحدِّ الشَّرعيِّ عليه بسبب القتل! دخل في نوبة هَلْوَسَة! أخذته إحدى أخواته إلى المستشفى، عندها التزم ببعض الجرعات الدَّوائيَّة حتَّى وصلت مرحلة العلاج إلى الصَّعق الكهربائيِّ، وشعور بالعارِ والخزي لا يفارقانه مع تحسُّن حالته النَّفسيَّة قليلًا.
١- القلق، والحزن.
٢- الشُّعور بالعار والتَّفاهة.
٣- اكتئاب شديد.
٤- أرق، وكوابيس.
٥- اليأس، وانقطاع الأمل.
١- فقدان النَّشاط.
٢- انتهاء متعة الحياة.
٣- الكسل والتَّعب؛ لتدني مستوى الطَّاقة.
١- ضرورة مواصلة درب العلاج الدَّوائيِّ.
٢- التَّوبة، والإصرار عليها، واللُّجوء لله تعالى، والإلحاح بَطَرْقِ بابه الكريم.
٣- عدم اليأس من روح الله تعالى، فإنَّ اليأس أشد من الزِّنا.
٤- تدارك الأخطاء بحسب ما يراه الشَّرع الحنيف كَدِيَة للقتل.
٥- ضرورة محاولة استرضاء الزَّوجة بكلِّ ثمن.
٦- إبقاء السِّتر على النَّفس وعدم فضحها، وعلاجها بالعمل الصَّالح والطَّاعات.
سيكون للدَّواء تأثير، ولكنه لن يقضي على الشُّعور بالذَّنْب، وتأنيب الضَّمير، وكان للعلاج أثر طيِّب على استقرار النَّوم، وتخفيف الكوابيس.
دَفَع دية قتل الجنين، وبدأ يعود له نشاطه، والحمد لله عادتْ له زوجته.