الإمام علي (عليه السَّلام): «سعادةُ الرَّجلِ في إحرازِ دينِهِ، والعملِ لآخرتِهِ».
لم يكن الوسواس ملازمًا لها من قبل شهر أو شهرين، بل كان منذ عشر سنوات وهي تعاني منه!
تقول: ما أنْ تتحدَّث إحدى المصابات بالوسوسة عن نوع وسوستها إلَّا وقد تلبَّسني ذلك النَّوع من الوسواس في اليوم التَّالي إنْ لم يكن في ذات اليوم، وتجاوز الأمر حدَّه فليس بالضَّرورة أسمع قصَّة هنا أو هناك، بل لمجرَّد التَّخيُّل، فأُصاب مباشرةً!
ابتدأ معي بتخيُّل تنقيط البول، فانتقل معها للرِّيح، وتزايد الغازات في بطنها وانتفاخه، ممَّا يؤدِّي – كما تشعر – لصعوبة في التَّنفُّس، وما أنْ يحضر وقت الصَّلاة إلَّا وكلِّي نجاسة، لا تبقى يد، ولا رِجل، ولا عورة، ولا لباس إلَّا وقد تنجَّس – كما تتوهَّمه بوسواسها القهريِّ –، ولا يدور في ذهنها أنْ تؤدِّي الصَّلاة جماعةً كما كانت تحافظ عليها سابقًا، بل تحضر المسجد قبل غيرها، وتخرج بعدهنَّ، وممَّا أثَّر بصورة ملحوظة عليها إذا شكَّت في الاحتلام، فتدخل في أزمة الغُسل، ولا تخرج حتَّى تتغيَّر صورة كفَّيها وقدميها، وكأنَّما أُنقِعت في الماء لشهر!، وكذلك الصَّوم وغيرها من العبادات.
١- أفكار قهريَّة ذات أبعاد مختلفة.
٢- ضيق، وحزن شَدِيدَيْنِ.
٣- القولون العصبيُّ، بسبب الوسوسة.
١- التَّردُّد على الحمَّام بكثرة جدًّا.
٢- البقاء فيه مدَّة طويلة.
٣- أداء الغسل بشكل يوميٍّ بالإضافة للسباحة.
الوسواس يعتمد على الخواطر الكثيرة التي يقذفها في روع المصاب، مستعينًا بمنظومة النَّواقل العَصبيَّة، فلذلك لا بدَّ من ملاحظة أمرين أَسَاسَيْن:
الأمر الأوَّل: عمل جهاز الكيمياء الحيويَّة، والنَّواقل العصبيَّة، بالإضافة إلى عمل العقل، ومن الضَّرورة تصحيح كلا الأمرين معًا، فالأوَّل هو الكيمياء الحيويَّة، فكما أنَّها تغيِّر السُّلوك، فكذلك يمكن للسُّلوك أنْ يغيِّر الكيميَّاء الحيويَّة أيضًا.
الأمر الثَّاني: وهو العقل، فنجعله تحت رقابتنا، ونستعمله في صالحنا.
العلاج بـ:
١- بحاجة لعلاج دوائي بالإضافة إلى العلاج المعرفي السلوكي.
٢- المجاهدة، وتعديل السُّلوك.
٣- الرَّسائل الواردة من الوسواس لا بدَّ أنْ يعتبرها عقلنا ووعينا أنَّها رسائل تبعث على الفوضى.
٤- ممارسة الرِّياضة المناسبة.
٥- الأذكار الرَّبانيَّة.
٦- التَّدريب على التَّركيز، والاستمتاع اللَّحظيِّ لأيِّ عمل نقوم به.
إذا راجعت الطبيب النفسي والتزمت بالأدوية ودخلتْ في برنامج علاج التعرض ومنع الاستجابة فستشهد تحسنًا ملاحظًا.
قد أخذت الأدوية بحسب توصية الطبيب المختص فتوقف امتداد الوسواس، مع تحسُّن ملحوظ، وانقطاع بعض أنواع الوسواس، مع خوف، وحذر لحصول أيِّ انتكاسة.