إن النبي صلى الله عليه وآله كان يحب الفأل الحسن ويكره الطيرة، وكان يأمر من رأى شيئا يكرهه ويتطير منه أن يقول: اللهم لا يؤتي الخير إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك، وعن الإمام الصادق عليه السلام: الطيرة على ما تجعلها إن هونتها تهونت، وإن شددتها تشددت، وإن لم تجعلها شيئا لم تكن شيئا.
يبدأ النضج العاطفي في المراحل الأولى من اللحظة التي يُتخلى فِيها عن التشاؤم والتطيّر وتوقُّع الأسوء والإنحياز نحو السلبية، حينها ينتابنا الشعور بالسرور والرّضا بسبب التخلص من العقاب الذي كان يمنع الإنجازات والإشباع في الحياة، ونبدأ سريعًا باكتشاف أنَّ المعتقدات السلبية والأفكار المحدودة التي تمسكنا بها ظنًّا منّا بأنَّها صحيحة لم تكن إلاّ نتيجة طبعية للتطيّر والتشاؤم وتراكم السلبية، فعند التخلي من ذلك الشعور يتغيّر نمط الفكرة، فمِن دائرة لا أستطيع إلى دائرة أستطيع، وأنا سعيدٌ بالقيام بذلك، وهكذا تنفتح مجالات الحياة بأكملها على مصراعيها فما اعتدنا أنْ نراه بأنَّهُ شاقٌّ ولا يمكن التعبير عنه يصبح يسيرًا ويعجُّ بالحيوية والمرح، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: “تفاءلوا بالخير تجدوه“
حل المشكلات
إنَّ أسلوب التفاؤل والتخلي عن الشؤم وانتهاج طريقة الكفاءة في حل المشكلات يعطي نتائج مذهلة للغاية وسريعة ومريحة، والطريقة العملية في التخلص عن التطير وتوقع الأسوء هي: أنْ لا نبحث عن إجابات، ولكن بدلاً من ذلك نعطي لأنفسنا فرصًا لأنْ تتخلص من المشاعر الكامنة خلف السؤال، فعند التخلي عن الشعور المبالغ فيه والكامن خلف السؤال تتلاشى فرص تعزيز المشكلة ممّا يساعد في تجاوزها وحلّها بأيسر الطرق، وعندها ستكون الإجابة بانتظارنا، ولن نكون مضطرين للبحث عنها، حيث أنَّ حلَّ المشكلات باستخدام آلية التسليم يمكن أنْ يعطي نتائج سريعة حتى مع المشكلات القديمة طويلة الأمد أيضًا، ولاكتشاف ذلك علينا تجربتها من خلال التفكير بمشكلات قديمة مرّ عليها زمن طويل، ونتوقف عن البحث عن الاجابات ونبحث عن الشعور الكامن الذي أثار السؤال في المقام الأول، وبمجرد التخلي عن هذا الشعور فإن الجواب يظهر تلقائيًا.
اسلوب الحياة
تعتمد الكثير من نشاطاتنا وتعلقاتنا على الغضب والخوف والشعور بالذنب والفخر، وعندما يتم التخلي عن هذه المشاعر السلبية في أي جانب من جوانب حياتنا سنصعدُ إلى مستوى الشجاعة حيث تبدأ التغييرات بالحياة، وإذا اخترنا أنْ نكمل نفس النشاط فإن الحافز يختلف، وسنجد:
- أنَّ النتائج اختلفت عن الماضي فبدلًا من الشعور برضا مشوبٍ بإنزعاج، قد نختبر الفرح وقد نجد أنفسنا نقوم بالنشاطات نفسها، ولكن الآن نقوم بها من باب الاستمتاع بدلًا من الواجب، ونقوم بها لأننا نرغب في ذلك وليس لأن علينا أن نقوم بها،
- أن الطاقة المطلوبة للقيام بأي نشاط ستكون بالتاكيد أقل بكثير.
- أنَّ قدرتنا على الحب تزداد أكثر، فكلما تخلينا عن التشاؤم والتطير أكثر نصبحُ محبِّين أكثر، وسنبذل المزيد من الجهد للقيام بالأمور التي نحبها، وبحصول هذا تتغير حياتنا ووعندها ستختلف نظرتنا للحياة، وتتغير ردات أفعال الآخرين فنشعر بالراحة والسعادة والهدوء وسينجذب إلينا الناس لأنَّهم يشعرون بالراحة والسعادة معنا.
- أن تغييرات كبيرة تتحقق بسرعة في حياتنا، و أنماط معيقة من الحياة تختفي فجأة، ومن الممكن أن نتخلص من العقبات طويلة الأمد ، وهذه التغييرات السريعة مصحوبة بحيوية متزايدة، فالحيوية تتدفق الآن بسبب السلوك والأفكار والمشاعر الإيجابية مع زيادة بالقوة الشخصية، وتصبح الأفكار أكثر فعالية، والإنجاز أكبر بمجهود أقل، والنية تصبحُ أكثر قوة من خلال إزالة الشكوك والمخاوف والعقبات فما كان يومًا ما حلما مستحيلا، يصبحُ واقعًا في صورة أهدافٍ فعلية.