معنى الرفق وضده الخرق
الرفق ضد العنف بمعنى المدراة، المعاملة بلطف ولين الجانب، في الحديث: لو كان الرفق خرقا كان الخرق رفقا، ويعني إذا كان الرفق غير نافع فعليك بالخرق أي العجلة وإذا كانت العجلة في الأمر غير نافعة فعليك بالرفق، مثلا إذا كانت معيوبة ويجب قطعها فقم بالأمر بالخرق أي بالعجلة وشدة لأنه عين الرفق.
خرق تعني التعب خلاف المداراة وجاءت بمعنى ضعف العقل والحمق والجهل و العنف.
الرفق في أمور الانسان
إن للرفق والمدراة دور في تحقق الأمور الدنيوية أو العائدة إلى الأمور الدينية كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالرفق والمحبة يجعلان قلب الآخر خاضعا، وعندها تخضع كل الجوارح، وبالجملة إن الرفق والمداراة في تقدم المقاصد أكثر تأثيرا من كل شيء ، ومن جملة الأوامر الإلهية إلى موسى وهارون علبهما السلام (فقولا له قولا لينا) فجلب قلب فرعون الذي طغى وادعى الربوبية بالرفق والمداراة أفضل.
أشد مشقة على الانبياء مقاومة الحمقى والجهلة فلابد لهم أن يتصفوا بأعظم الأخلاق الحسنة(إنك لعلى خلق عظيم)، فقوة الرفق وحسن العشرة يقاومون بها جهالات الجاهلين، وفي رواية فيما أوصى به الخضر عليه السلام موسى عليه السلام: (لا تعيرن أحدا بذنب وإن أحب الأمور إلى الله عز وجل ثلاثة: القصد في الجدة والعفو عند المقدرة والرفق بعباد الله، وما رفق أحدٌ بأحدٍ في الدنيا إلا رفق الله عز وجل به يوم القيامة، ورأس الحكمة مخافة الله تبارك وتعالى).
المدارات و الرفق من جنود العقل ومن لوازم الفطرة المخمرة والخرق والعنف من جنود الجهل وإبليس ومن لوازم الفطة المحجوبة
الرفق من الفطرة المخمرة ومن لوازم فطرة الله تعالى والعالم صورة للرحمة الرحمانية، فمن هذه الجهة قال أهل المعرفة (ظهر الوجود ببسم الله الرحمن الرحيم)، والرحمة الرحمانية والرحيمة مفتاح باب الوجود كما أنها مفتاح كتاب التدوين، والقلب الملوث بالبغض والعداوة لعباد الله ويتعامل معهم بالعنف والخرق خارج عن الفطرة الإلهية.
فالرفق والمداراة والمصاحبة والرفقة من تجليات الرحمة الرحمانية وشؤونها.
بعض الأخبار الشريفة
عن أبي جعفر عليه السلام: “إن الله رفيق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف”، شأن الله تعالى أن يعامل خلقه في جميع الامور بالرفق والمداراة حتى في تشريع الشرائع، وقال أبو جعفر عليه السلام كما في الكافي: “من قسم له الرفق قسم له الايمان”، وعنه عليه السلام:”إن لكل شيءٍ قفلًا وقفل الإيمان الرفق”.
فالرفق والمداراة من المهمات في رياضة للاسف والسلوك إلى الله تعالى، والعنف والخرق قد يكونان سببًا لتصير العبادة والعبودية مرة وغير مستساغة في ذائقة الروح.