سبل السلام

الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): «لا ينبغي لمَن لم يكن عالمًا أنْ يعد سعيدًا».

(ميزان الحكمة 4/222، الريشهري)
الأرق أسبابه وكيفية التعامل معه

الأرق أسبابه وكيفية التعامل معه - الجزء ١

ماهو الأرق؟

الأرق هو اضطرابٌ في النوم يتميز بصعوبة النوم أو البقاء نائمًا أو كليهما، حتى لو كان هناك متسعٌ من الوقت وبيئة تساعد على النوم المريح، يتطلب تشخيص الأرق أن تتسبب مشاكل النوم هذه أيضًا في إعاقات أثناء النهار مثل النعاس والرغبة في النوم أو صعوبة التركيز.

يعاني ما يصل إلى ثلثي الأشخاص أحيانًا من أعراض الأرق، قد تفي نوبات الأرق هذه أو لا تستوفي معايير التشخيص الرسمي للأرق اعتمادًا على المدة التي تستغرقها، وما إذا كانت تسبب الضيق أو تتداخل مع الأداء اليومي، ولكن من المهم لأي شخص لديه مخاوف بشأن نومه أنْ يناقشها مع أختصاصي صحي من أجل التشخيص والعلاج المناسبين.

وعادة ما يناقش الطبيب المختص المصاب باضطراب النوم لفهم الحالة بشكل أفضل إلى جانب طلب اختبارات لتحديد ما إذا كان تشخيص الأرق مناسبًا، وفي كثير من الأحيان يمكن أنْ تتداخل أعراض الأرق مع أعراض اضطرابات النوم الأخرى، لذلك من المهم العمل مع متخصص بدلاً من محاولة التشخيص الذاتي، أو الإقدام على علاجات من هنا وهناك دون الاعتماد والرجوع إلى المختصين.

أنواع الأرق

النوعان الرئيسيان من الأرق هماالأرق الحادوالأرق المزمن، يصف الأرق الحاد صعوبات النوم التي تستمر لبضعة أيام أو أسابيع، ولكن ليس أكثر من ثلاثة أشهر، وغالبًا ما يُعزى الأرق قصير المدى إلى سبب خارجي أو ضغوط حياة مثل الطلاق أو وفاة شخص عزيز أو مرض خطير، وإذا استمر الأرق الحاد لعدة أشهر فإنه يصنّف على أنه أرقٌ مزمن.

أمّا الأرق المزمن عندما تكون المعاناة من صعوبات في النوم وأعراض نهارية ذات صلة، مثل النعاس ومشاكل الانتباه، على الأقل ثلاثة أيام في الأسبوع لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، تشير التقديرات إلى أن حوالي 10٪ إلى 15٪ من الأشخاص يعانون من الأرق المزمن.

وعادةً ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن بالضيق بسبب عدم قدرتهم على النوم وأعراض النهار التي تسببها مشاكل النوم هذه، وتكون الأعراض بشكل عام شديدة بما يكفي للتأثير على عمل الشخص أو أدائه المدرسي أو أنشطته اليومية، بالإضافة إلى حياته الاجتماعية أو الأسرية.

أعراض الأرق

تشمل أعراض الأرق العديد من الصعوبات المتعلقة بالنوم ومشاكل النهار، تشمل مشكلات النوم الشائعة التي يمكن أن تشير إلى وجود الأرق ما يلي:

  1. صعوبة في النوم.
  2. صعوبة في النوم طوال الليل.
  3. الاستيقاظ في الصباح الباكر غير مرغوب فيه.
  4. مقاومة النوم في وقت النوم عند الأطفال والمراهقين.
  5. صعوبة النوم دون مساعدة مقدم الرعاية للأطفال والمراهقين.

يسبب الأرق بالإضافة إلى ذلك أعراضًا نهارية مرتبطة بفقدان النوم، وغالبًا ما يشتكي الأشخاص المصابون بالأرق عن شعورهم بالإرهاق أثناء ساعات الاستيقاظ، مما قد يؤدي إلى ضعف الانتباه أو الذاكرة، ويمكن أنْ يؤثر النعاس المرتبط بالأرق على العمل أو المدرسة أو الأداء الاجتماعي، ويزيد من خطر وقوع الحوادث، إلى جانب ذلك فإنّ للأرق القدرة على التأثير سلبًا على الصحة السلوكية، وقد يساهم في حدوث حالات من التهيج أو فرط النشاط أو العدوانية، خاصة عند الأطفال.

أسباب الأرق عند البالغين

لا يوجد سبب رئيسي للأرق، ومع العلم أنَّ بعض الدراسات والأبحاث تشير إلى أنَّ الأرق عند الكثير من الناس ينتج عن أنواع معينة من الاستثارة الفسيولوجية في أوقات غير مرغوب فيها، مما يؤثر على أنماط النوم الطبيعية، يمكن أنْ تتضمن أمثلة هذه الإثارة ارتفاع معدل ضربات القلب، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وزيادة مستويات هرمونات معينة مثل الكورتيزول، وزيادة هذا الهرمون يمكن أن يسبب عدداً من الأعراض في جميع أنحاء الجسم، وقد تختلف الأعراض اعتماداً على سبب زيادة مستويات الكورتيزول، تشمل العلامات والأعراض العامة للمستويات المرتفعة من الكورتيزول ما يلي: زيادة الوزن، ومعظمها وسط الجسم والجزء العلوي من الظهر، بالإضافة إلى ظهور حب الشباب.

وقد يلعب التاريخ العائلي للشخص والعمر والجنس أيضًا دورًا في تعرضه للأرق، وغالبًا ما تحدث اضطرابات الأرق جنبًا إلى جنب مع اضطرابات الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق.

العوامل المؤثرة في الأرق وتشمل العوامل التي يمكن أن تسبب أو تسهم (على سبيل المثال لا الحصر) ما يلي:
  1. اختلافات نشاط الدماغ: قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من الأرق أدمغة أكثر نشاطًا أو اختلافات في كيمياء الدماغ تؤثر على قدرتهم على النوم.
  2. الحالات الطبية: يمكن أن تؤثر الصحة الجسدية على القدرة على النوم، وهذا يشمل الأمراض المؤقتة مثل الإصابات أو الإصابات الطفيفة، أو الحالات المزمنة مثل ارتداد الحمض أو مرض باركنسون، وتعتبر أيضًا الحالات التي تؤثر على إيقاع الساعة البيولوجية، وهي ساعة النوم / الاستيقاظ الطبيعية للجسم ، من العوامل أيضًا.
  3. ظروف الحياة: قد لا تتسبب ظروف الحياة المجهدة أو الصعبة بالضرورة في الأرق، ولكن من الشائع جدًا أن تساهم في حدوثه.
  4. التغييرات في الحياة: تكون التغييرات القصيرة أو المؤقتة في الغالب من العوامل، بما في ذلك إرهاق السفر، أو النوم في مكان غير مألوف أو التكيف مع جدول عمل جديد (خاصة العمل بنظام النوبات)، ويمكن أن تؤثر التغييرات طويلة المدى، مثل الانتقال إلى منزل جديد ، على النوم أيضًا.
  5. العادات والروتين: عادات النوم يمكن أن تسهم في الأرق، و يتضمن ذلك ما إذا كانا الشخص يأخذ قيلولة أم لا، ومتى يذهب للنوم، ومتى يستهلك الكافيين، وعادات أخرى.
مضاعفات الأرق و أضرار الأرق الصحية

تحتاج أجسامنا وأدمغتنا إلى النوم حتى تتمكن من عملية إصلاح ذاتية، كما أنها ضرورية للتعلم والاحتفاظ بالذكريات، إذا كان الأرق يبقيك مستيقظًا ، فيمكنك:

  1. ارتفاع مخاطر التعرض لمشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة والاكتئاب.
  2. زيادة خطر السقوط في اي وقت وبالأخص للنساء المسنّات.
  3. قد يعاني المصاب بالأرق من مشكلة في التركيز.
  4. الأرق من المقدمات التي تؤدي للإصابة بالقلق.
  5. تباطؤ رد الفعل الذي يمكن أن يؤدي إلى حادث سيرعلى سبيل المثال.
الأرق أسبابه وكيفية التعامل معه
شارك المقال:
هل وجدت هذا المقال مفيدًا ، يمكنك الاشتراك لتصلك مقالات مشابهة
مواضيع ذات علاقة
التواصل اللفظي

مهارات الحياة ٣: التواصل اللفظي وغير اللفظي

العلاج بالعمل

العلاج بالعمل

العلاج بالتوعية | الطمأنينةُ و الوقار في سَكينَة

العلاج بالتوعية

جهاد النفس وبرنامج الميمات الأربع

جهاد النفس وبرنامج الميمات الأربع

اضطراب الهلع - نوبات الهلع | الطمأنينةُ و الوقار في سَكينَة

اضطراب الهلع | نوبات الهلع

الإجهاد والتوتر

الإجهاد والتوتر ١ : الأنواع والعلامات

هل تكتب مقالات؟

تستطيع الكتابة لمساعدة الآخرين، اكتب لنا و سننشر لك مع الاعتبار لسياسة كتابة المقالات التي نتبعها

Survey
Interested in reading articles
Articles Writer